عندما قاومت المملكة المتحدة هجمات ألمانيا النازية، بذل رئيس الوزراء وينستون تشرشل قصارى جهده لإقناع الولايات المتحدة بدخول الحرب. ولهذه الغاية، افتتح ضابط المخابرات البريطاني ويليام ستيفنسون، الذي كان مصدر إلهام في الحياة الواقعية وراء شخصية “جيمس بوند”، مكتبا للدعاية في نيويورك مسؤولاً عن “بيع” الحرب للناخبين الأميركيين.
20 قصة خيالية كل أسبوع
بين عامي 1940 و1941، زرع ستيفنسون ما يصل إلى 20 قصة خيالية عن الشجاعة البريطانية في وسائل الإعلام الأميركية كل أسبوع، وأثبتت هذه الجهود فعاليتها في تغيير رأي الجمهور الأميركي المتحفظ في بداية الحرب.
وبعد الحرب العالمية الثانية، انتشرت وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء الكتل الشرقية والغربية، حيث تنافس المتحاربون في الحرب الباردة لتوسيع مناطق نفوذهم.
تقبل الحروب الطويلة
وذكر “لومبارد أودييه” أن “التاريخ يعلمنا أيضًا أن الحروب يمكن أن تستمر وتشتد في كثير من الأحيان، ففي عام 1914، سار الجنود في الحرب العالمية الأولى نحو الجبهة متوقعين نصرًا سريعًا، ليجدوا أنفسهم عالقين في الخنادق لسنوات، وفي ذلك الوقت، ضاعفت المدفعية الحديثة مثل المدافع الرشاشة والأسلاك الشائكة عدد القتلى، بينما لم تمنح أي فائدة تذكر لأي من الجانبين”، لافتاً إلى أن الترسانات العسكرية تحتوى اليوم على تهديدات أكبر، بما في ذلك بالطبع الأسلحة النووية.
الخطر النووي يتصاعد
تمتلك كل من روسيا وحلف شمال الأطلسي حوالي 6000 رأس نووي مقسمة إلى فئتين، القنابل الإستراتيجية هي الأقوى، مع عبوات ناسفة تكفي لمحو مدن بأكملها.
ونظرًا لخطر الدمار المؤكد المتبادل في حالة نشره، طورت القوى العسكرية العالمية بعد ذلك أجهزة نووية تكتيكية بقوة أقل بكثير، فيما تمتلك روسيا حوالي 2000 من هذه الأسلحة والولايات المتحدة حوالي 200 قطعة، حسب ما يشير البنك السويسري.
السيناريو الأكثر ترجيحاً
وبينما تعد الفئة الأخيرة من الأسلحة أكثر خطورة، يرى البنك السويسري أنه “من المرجح أن يؤدي استخدامها في أي صراع إلى تصعيد سريع، وأن استمرار الصراع العسكري الحالي في أوكرانيا هو السيناريو الأكثر ترجيحًا”.
فاتورة اقتصادية باهظة
كما يقول البنك إنه “من الصعب تحديد وقياس تأثير الحروب على الأسواق المالية، ورغم ذلك تُظهر البيانات التاريخية أنه بالإضافة إلى التكلفة البشرية المأساوية، فإن الصراع الجيوسياسي له تأثير سلبي مستمر على النشاط الاقتصادي، حيث يهدد رأس المال، ويعرض مرافق الإنتاج للخطر، ويعطل سلاسل التوريد، ويقوض عواقب المستهلك ويؤخر استثمارات الشركات”.
1.5% خسائر الاقتصاد الأميركي
في الحالة الخاصة بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، على سبيل المثال، يقدر الاحتياطي الفيدرالي أن المخاطر الجيوسياسية المتزايدة ستترجم هذا العام إلى خسارة 1.5 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي وزيادة بنسبة 1.3 في المئة في التضخم العالمي.
مخاوف الصدام تغذي التضخم
ويعتقد بنك “لومبارد أودييه” أن التوترات بين الولايات المتحدة والصين من المرجح أن تستمر، وأن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تستمر أيضا – بل وربما تتصاعد – وأن الخلفية الجيوسياسية المقلقة لن تؤدي إلا إلى تفاقم التضخم المرتفع الحالي، وتباطؤ النمو ومخاطر الركود، وأنه من الضروري تبرير جدوى هذه الحرب أمام الشعوب، وقبول إطالتها ونتائجها وتداعياتها.
كُلفة أوروبية وأميركية باهظة
مؤخراً، قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس في سبتمبر بعد بيانات التضخم المخيبة للآمال في أغسطس، وأشار إلى مزيد من التشديد على المدى القريب. بينما في أوروبا، تم تسجيل أول رقم تضخم من رقمين على الإطلاق منذ إطلاق اليورو في عام 1999 في ألمانيا هذا الشهر، مما سيضع ضغطًا إضافيًا على البنك المركزي الأوروبي لتسريع دورة التشديد النقدي ورفع سعر الفائدة.