كان الرئيس الأميركي الراحل دوايت أيزنهاور، اقترح معاهدة السماوات المفتوحة في 1955، لكنها انتظرت حتى عام 1992 لكي ترى النور ويتم التوقيع عليها، وذلك في أعقاب انتهاء الحرب الباردة.
ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ عام 2002، والهدف منها السماح للدول الأعضاء الموقعة عليها، بطلعات مراقبة جوية في أجواء بعضها البعض، بهدف بناء الثقة.
ويمكن للطائرة مسح الأراضي تحتها، وجمع المعلومات والصور للمنشآت والأنشطة العسكرية.
على أن تكون الطائرات غير مجهزة بأي أسلحة أثناء التحليق في سماوات الدول الأخرى، ويجب أن تخضع الخطوط الملاحية التي ستسلكها الطائرات والمعدات المركبة عليها لدراسة استقصائية دولية.
وتكمن فكرة المعاهدة في أنه كلما عرف الجيشان المتنافسان معلومات أكثر عن بعضهما البعض، قل احتمال الصراع بينهما، لكن الجانبين يستخدمان الرحلات الجوية أيضا لفحص نقاط ضعف الخصم.
وصادقت على الاتفاقية 23 دولة عضوة في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 1992، فيما صادقت عليها روسيا عام 2001، ومع مرور السنوات ارتفع عدد الدول الأعضاء في التفاقية حتى أصبح الآن 35.
وبينما لم تتحدث موسكو عن مشكلات تواجه طائراتها في الأجواء المفتوحة، فإن الوضع مختلف تماما بالنسبة إلى الولايات المتحدة.
ومنعت موسكو العام الماضي رحلات غربية كان من المقرر أن تراقب مناورات عسكرية روسية، وهو أمر تسمح به المعاهدة.
وبدا أن هذه أحد الأسباب التي دفعت ترامب للانسحاب من المعاهدة، وقال إن موسكو اتنهكت الاتفاقية مرارا، لكن المسؤولين الروس أنكروا هذه الاتهامات.
الانسحاب الثالث
ومنذ وصوله إلى السلطة في يناير 2017، انسحب ترامب من اتفاقيتي دوليتين، وهما الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران في 2015 لمنعها من تطوير برنامجها للأسلحة النووية، ومعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى مع روسيا التي تعود إلى عام 1988.
وقال مسؤولون أميركيون كبار إن الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة سيتم رسميا في غضون 6 أشهر، لكن ترامب أبقى على احتمال أن تمتثل روسيا للاتفاقية.
وصرح ترامب للصحفيين: “أعتقد أن علاقاتنا جيدة جدا مع روسيا، لكنها لم تمتثل للاتفاقية. وإلى أن تمتثل سننسحب نحن”.
ويزيد قرار ترامب الشكوك بشأن ما إذا كانت واشنطن ستسعى إلى تمديد معاهدة “نيو ستارت 2010″، التي تفرض القيود الأخيرة المتبقية على نشر الولايات المتحدة وروسيا أسلحة نووية استراتيجية لا تزيد على 1500 لكل منهما، وتنتهي المعاهدة في فبراير.
ومارست دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) ودول أخرى مثل أوكرانيا، ضغوطا على واشنطن لعدم الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة التي تهدف رحلاتها غير المسلحة لتعزيز الثقة وتمنح الدول الأعضاء تحذيرا مسبقا من أي هجمات عسكرية مفاجئة.
وجاء قرار الانسحاب من اتفاقية السماوات المفتوحة بعد مراجعة استمرت 6 أشهر، وجد فيها مسؤولون أمثلة عديدة لرفض روسيا الالتزام بالاتفاقية، حسبما تقول واشنطن.