المشهد في تقدير الأكاديمي الأميركي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هاملتون في نيويورك، آلان كافروني، أقرب إلى “السيناريو الجورجي الذي وقع عام 2008″، عندما اجتاح فيلق من الجيش الروسي الأراضي الجورجية بعد إقدام الرئيس الجورجي آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي على اجتياح أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، والدخول في حرب مع روسيا.
وأشار كافروني في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن “هناك بالفعل أوجه تشابه بين السيناريو الجورجي والوضع الحالي في أوكرانيا، ومع ذلك فإن الغزو الروسي لجورجيا والاعتراف اللاحق بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كان بسبب الهجمات العسكرية الجورجية على القوات الروسية التي تقدمت بعد ذلك في أنحاء جورجيا قبل الانسحاب، وذلك لم يؤد إلى عقوبات جديدة كبيرة من جانب الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة”، وفقا لتعبيره.
وأضاف: “فيما يتعلق بكل من لوغانسك ودونيتسك (اللتين وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على مرسومين يقضيان باعتراف موسكو باستقلالهما عن أوكرانيا الإثنين)، فإن الاعتراف الروسي بهما وضع في الاعتبار الانتهاكات المتصاعدة لوقف إطلاق النار في المنطقتين، وفي خط متواز مع رفض أميركا والناتو الاستجابة لمطالبه بإجراء مراجعة جوهرية لهيكل الأمن الأوروبي”.
وتابع كافروني: “الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك سيكون مفيدا لسكان الإقليمين مع زيادة الاندماج في الاقتصاد الروسي“.
وأثار قرار بوتن بالاعتراف باستقلال لوغانسك ودونيتسك، ردود أفعال منددة من الغرب، إذ اعتبرت الولايات المتحدة وحلفاؤها أن القرار يمثل “انتهاكا صارخا للقانون الدولي”، معلنين في الوقت نفسه عقوبات جديدة ضد روسيا والإقليمين المذكورين.
ولفت الخبير الأميركي إلى أن “ما حدث لم يتم وصفه من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه غزو، وبالتالي في هذه المرحلة على الأقل لم يتم سن عقوبات واسعة النطاق، رغم قيام المستشار الألماني أولاف شولتز بتعليق خط أنابيب الغاز (نورد ستريم 2)”.
وردا على سؤال حول سيناريوهات الصدام المباشر، أشار الأكاديمي الأميركي إلى أن “أعضاء حلف أعضاء الناتو لن يقاتلوا روسيا، سواء بشكل فردي أو جماعي، تحت أي ظرف من الظروف”.
وبين كافروني أنه من غير الواضح حتى الآن حدود كل من لوغانسك ودونيتسك، التي قد تمتد إلى ما وراء الخط الحالي، محذرا في الوقت نفسه من تبعات “محاولة الجمهوريات المعترف بها حديثا مد هذا الخط”، وهو الأمر الذي من شأنه التسبب في “نشوب صراع عسكري مباشر بين القوات الروسية والأوكرانية”.
واختتم حديثه بالقول إن “تصرفات بوتن تأتي استمرارا منطقيا لاستراتيجيته الخاصة، في الوقت الذي رفضت فيه الولايات المتحدة وحلف الناتو تقديم تنازلات كبيرة بخصوص مطالبه وموقفه الرافض لتوسع حلف شمال الأطلسي”.