ومؤخرا.. اتهمت الولايات المتحدة، خلال محادثات مشتركة في آلاسكا، الصين بتهديد الاستقرار العالمي، فيما دعت بكين واشنطن إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال الاجتماع إن الصين تشكل تهديدا للاستقرار العالمي، فيما انتقد كبير الدبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي ما وصفه بالتدخلات الأميركية مهددا باتخاذ اجراءات صارمة ضد واشنطن.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في بداية المحادثات مع نظرائه الصينيين في ألاسكا “لا نسعى إلى الصراع لكننا نرحب بالمنافسة وسوف ندافع دائما عن مبادئنا وشعبنا وأصدقائنا”.
وحتى الآن لم تختلف سياسة الإدارة الأميركية الحالية عن سالفتها في نهجها حيال بكين، بل وضعت مواجهة ما تصفها بطموحات الصين التوسعية في صدارة أولوياتها.. وإن بقي الحوار شعارا معلنا..
وراحت واشنطن تعزز تحالفات في آسيا لتوفير ما وصفته بردع موثوق في مواجهة الصين.
فيما تعارض بكين بشدة ما تراه تدخلا أميركيا في شؤونها الداخلية، وتهدد باتخاذ إجراءات حازمة للرد.
خلفيات التوتر بين الطرفين كثيرة، وقد وتعمقت مع ما بدت أنها حرب اقتصادية بينهما، اندلعت منذ ألفين وثمانية عشر، وكانت الرسوم الجمركية إحدى أبرز تجلياتها، حيث فرضت رسوم متبادلة بمئات مليارات الدولارات على السلع المستورة بين البلدين.
تشكل قضية هونغ كونغ نقطة خلاف أخرى بين واشنطن وبكين، فعلى خلفية قرار الحكومة الصينية تعديل قانون الأمن في الإقليم، ألغت الخارجية الأميركية الامتيازات التي كانت تمنحها لهونغ كونغ كمركز مالي عالمي.
كما يؤجج هذا الصراع النفوذ في بحر الصين الجنوبي، فواشنطن لا تعترف بمزاعم السيادة البحرية الصينية في هذه المنطقة التي تمر عبرها تجارة بتريليونات الدولارات سنويا.
كما تتهم واشنطن بكين بالإضرار بجيرانها من جنوب شرق آسيا، وهو ما ترفضه السلطات الصينية.
في أبرز خلفيات التوتر التجاري بين الجانبين أيضا صراع للسيطرة على سوق اتصالات «الجيل الخامس» 5G، وفي قلب هذه المواجهة أيضا مجموعة هواوي الصينية العملاقة للاتصالات.