ومن ينظر إلى الأخبار، فإنه يرى أن الحرائق تستعر في 5 قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية وشقيقتها أميركا الجنوبية.
وتمتد الحرائق من سيبيريا شرقا إلى بوليفيا وولاية كاليفورنيا الأميركية، مرورا بالجزائر وتونس في شمال أفريقيا، واليونان في أوروبا.
وأسفرت الحرائق عن مقتل عدد من السكان في عدة دول، واحتراق آلاف الهكتارات من الأحراش والغابات في هذه الدول، وما رافق هذه الكوارث من خسائر مادية باهظة لم يتم حصرها حتى الآن.
أفريقيا.. مصرع 4 في الجزائر
وفقا لوكالة الأنباء الجزائرية، فقد لقي 4 أشخاص مصرعهم وأصيب 3 آخرون مساء الاثنين في حرائق غابات بمناطق جبلية شرقي الجزائر العاصمة.
وقالت الوكالة إن فرق الإطفاء والطائرات المروحية لا تزال تحاول احتواء عدة حرائق تهدد السكان في ولاية تيزي وزو، التي تبعد نحو 100 كيلومتر عن العاصمة.
وأضافت أن بعض الحرائق نشبت بالقرب من منازل مما دفع السكان للفرار.
حريق كبير شمال تونس
وفي الجارة تونس، اندلع حريق وصف بالكبير في منطقة بنزرت شمالي البلاد، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام تونسية.
وأوضحت وسائل الإعلام التونسية، مساء الاثنين، أن حريقا كبيرا اندلع الساعة العاشرة ليلا، في غابة الناظور في منطقة بنزرت، مشيرة إلى أنه غير بعيد عن المناطق السكنية.
وذكرت أن الحريق قضى على مساحات كبيرة من الأشجار والنباتات الغابية.
أوروبا.. اليونان تحترق
بعد مرور أسبوع كامل تقريبا، ما زالت الحرائق تشتعل بلا هوادة في مناطق كثيرة من اليونان، حيث تتشكل الجبهة الأكبر للحرائق في إيفيا، ثاني أكبر جزيرة في اليونان، قبالة البر الرئيسي إلى الشرق من أثينا.
وبلغ عدد الحرائق المشتعلة في جميع أنحاء اليونان أكثر من 500 حريق، مما أجبر السلطات على إخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف الأشخاص.
وجاء اندلاع الحرائق في اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حارة تشهدها البلاد منذ ما يزيد على ثلاثة عقود.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بعد ساعات فقط من صدور تقرير للأمم المتحدة عن تغير المناخ إن “أزمة المناخ تطرق باب الكوكب بأسره”.
دخان حرائق سيبيريا يصل القطب الشمالي
حتى أمس الاثنين، كانت حرائق الغابات التي تشهدها سيبيريا تستعر بشدة بحسب السلطات، إلى حد أن الدخان وصل الى القطب الشمالي بحسب ما ذكرت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا”.
وإذا كان من الصعب ربط حريق ما بالتغير المناخي، فإن الأخير يجعل هذه الكوارث أكثر احتمالا وخطورة، ويرى العلماء الروس أن الحرائق الحالية هي بالفعل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عالميا، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
وتشكل منطقة ياكوتيا في سيبيريا أحد المناطق الأكثر تضررا جراء الحرائق، حيث يواصل الوضع “التفاقم مع اتجاه لارتفاع عدد ومساحة حرائق الغابات” كما كشفت وكالة الارصاد الجوية الروسية “روسغيدرومي” على موقعها الإلكتروني.
وبحسب قولها، فإن أكثر من 3.4 ملايين هكتار من الغابات تحترق هناك حاليا بينها مناطق “نائية يصعب الوصول إليها”، مضيفة أن “دخانا كثيفا ينتشر على مناطق واسعة”، وفق فرانس برس.
من جهتها أفادت “ناسا“، في بيان لها السبت، أن دخان حرائق ياكوتيا “اجتاز أكثر من 3000 كيلومتر ليبلغ القطب الشمالي وهو ما يبدو سابقة في التاريخ الموثق”، مضيفة إن “دخانا كثيفا ناجما عن حرائق الغابات غطى في 6 أغسطس القسم الأكبر من روسيا” وهو ما صورته الأقمار الاصطناعية.
ديكسي.. ثاني أكبر حريق غابات في تاريخ كاليفورنيا
امتد ثاني أكبر حريق غابات في تاريخ ولاية كاليفورنيا الأميركية إلى ما يقرب من 500 ألف فدان، الأحد، وأسفر عن إصابة 3 من رجال الإطفاء.
وقالت إدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا، على حسابها في تويتر، إن حريق “ديكسي” المشتعل شمال شرقي سان فرانسيسكو اتسع إلى 489,287 فدانا من نحو 274,000 فدان في منتصف الأسبوع الماضي، بحسب ما ذكرت رويترز.
وقالت الإدارة إن الحريق نشط منذ 26 يوما، وإنه تم احتواؤه بنسبة 21 %، ويشارك في جهود إخماد حريق ديكسي أكثر من 5000 رجل إطفاء.
وهذا هو ثاني أكبر حريق غابات في الولاية بعد حريق هائل اندلع في أغسطس 2020 وأتى على ما يزيد على مليون فدان.
أميركا الجنوبية.. بوليفيا
وفي القارة الأميركية الجنوبية، أتت حرائق الغابات، هذا العام، على حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا، قرب الحدود مع البرازيل وفقا لما ذكرته السلطات المحلية السبت.
وأفاد مسؤولون محليون بأن ارتفاع النيران زاد على 5 أمتار، فيما تجاوزن ارتفاع أعمدة الدخان 40 مترا، مشيرين إلى أن منطقة سان ماتياس هي الأكثر تضررا من الحرائق التي تهدد محمية طبيعية.