ووفقا وكالة الصحافة الفرنسية، فقد غرقت “أريان” إثر مواجهة مع غواصة حربية ألمانية منذ قرن من الزمن.
وتم العثور على هيكل الغواصة من قبل مشرفين على نادٍ رياضي للغوص برفقة مجموعة من المتدربين كانوا بصدد البحث عن مواقع للاكتشاف تحت الماء في شمال شرق تونس.
ويقول رئيس فريق الغوص لنادي “راس ادار” سليم بكّار لوكالة فرانس برس “كنا نعلم أننا سنعثر على حطام، ولكن لم نكن ندرك تحديدا ماذا سنجد.. منذ عملية الغوص الأولى وجدنا الغواصة”.
وبالرغم من شعاب الطحالب التي غطت الهيكل تقريبا، إلا أنه بالإمكان تحديد بعض الأجزاء التي بقيت سليمة من بينها المداخل والمنظار وكثير من المعدات الحربية وقد تحولت الى أعشاش للأسماك والقشريات على عمق يقارب الخمسين مترا.
استفسر فريق الغوص عن الغواصة من عديد الباحثين وخلصوا إلى أنها “أريان” التي كانت راسية في ميناء بنزرت (شمال)، وكانت تديره السلطات الفرنسية في ذلك التاريخ.
ويضيف سليم بكّار “هي الغواصة الثالثة التي يتم العثور عليها في تونس والأولى التي تعود لفترة الحرب العالمية الأولى، هذا مشوّق وكأنك تقرأ كتاب تاريخ”.
ويتابع “وجدنا في تقارير عسكرية تفاصيل تروي ما حدث كل دقيقة في البحر المتوسط. وعندما نقرأ وننغمس في هذا الجو، أشعر بارتياح لأني لم أعش خلال الحرب”.
وأطلقت الغواصة في مواجهات عنيفة في أعماق البحر لصدّ محاولات الألمان الذين حاولوا قطع الامدادات من المؤونة والجيش القادمة من المستعمرات، عن الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى، وفقا للباحث في التاريخ المعاصر علي آيت ميهوب.
ويؤكد ميهوب أن حوالي ثمانين ألف تونسي تم ارسالهم إما للحرب أو العمل في مصانع فرنسية خلال الحرب العالمية الأولى.
ونُسفت “أريان” من قبل غواصة ألمانية من طراز “يو بوت” بينما كانت تطفو على سطح الماء ونجا ثمانية فقط من طاقمها الذي كان يضم 29 شخصا بحسب جمعية فرنسية لقدماء العسكريين.