وأحدث تصريحات المسؤولين الأميركيين في هذا الشأن، ما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع “البنتاغون”، باتريك رايدر، حول أن وزير الدفاع، لويد أوستن، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، أبديا فيها رغبتهما في الوصول إلى “حل دبلوماسي” للوضع في النيجر.
وأضاف، وفق ما نشره موقع “البتناغون” على الإنترنت في وقت متأخر الجمعة، أن الوزيرين تحدثا كذلك عن أهمية استمرار التواصل مع النيجيريين والشركاء في غرب إفريقيا.
بالتزامن، صرح جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، الجمعة، بالقول: “ما زلنا نسعى إلى ما نعتقد أنها حلول دبلوماسية قد تستطيع الصمود هنا لضمان احترام المؤسسات الديمقراطية في البلدين”؛ أي في النيجر والغابون، وفق “رويترز”.
والأسبوع الماضي، توجهت مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإفريقية، مولي فيي، إلى جارتي النيجر، نيجيريا وتشاد، إضافة لغانا، في محاولة لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من شهر.
محللون سياسيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، عن المكاسب التي حققتها أميركا في ظل موقفها الضبابي، والتي تمكنها من الحفاظ على علاقاتها مع قادة الانقلاب ووجود قواتها المقدرة بـ 1100 جندي في النيجر.
عين أميركية على “بارمو”
يُرجع الكاتب والباحث في العلوم السياسية النيجري إبراهيم جيرو السياسية الأميركية نحو بلاده حاليا إلى:
- قائد الجيش النيجري الذي عينه “المجلس الوطني لحماية الوطن” إثر الانقلاب (الجنرال موسى سالاو بارمو)، تلقى تدريبا في الولايات المتحدة ما يعني أن له علاقات وطيدة معها.
- يؤشر لذلك أن أول محاول تواصل بعد الانقلاب عبر دبلوماسيين أميركيين في نيامي كانت بلقاء معه، وتحدث من التقوه عن تعهدات بعدم التعامل مع شركة “فاغنر” الروسية.
- واشنطن لها قاعدة عسكرية في النيجر، وتخشى إن حدثت فوضى أن تتأثر وتخسر مصالحها المتعلقة بها.
مكاسب واشنطن
الأكاديمي الفرنسي وأستاذ العلاقات الدولية فرانك فارنيل يشرح ما يراها مكاسب حققتها واشنطن، على خلاف فرنسا:
- حافظت على قناة اتصال نشطة مع قادة الانقلاب، وعينت كاثلين فيتزجيبون سفيرة في نيامي؛ منهية عامين من الغياب الدبلوماسي هناك.
- تراهن في تقوية علاقاتها مستقبلا مع النيجر على موسى سالاو بارمو (أحد قادة الانقلاب) الذي تلقى تدريبا في فورت مور وجامعة الدفاع الوطني بالولايات المتحدة.
- حافظت على وجودها العسكري لتتمكن من احتواء توسع الجماعات المسلحة في منطقة الساحل، ولدعم قدراتها الاستخباراتية هناك.
- هذا الوجود الدبلوماسي والعسكري يمكنها من منع موسكو من ملء الفراغ، عبر مراقبة نشاط “فاغنر” المتواجدة في دول بجوار النيجر.
موقف متوازن
بالمثل، يرى الباحث في الشؤون الدولية، هاني الجمل، مكاسب حققتها واشنطن من موقفها الذي لخصه بأنه يستند على شعار “ما لا يدرك كله لا يترك كله”.
ويقارن بينه وبين موقف فرنسا، قائلا إن واشنطن على النقيض من حليفتها باريس، لم تعلن الغضب والتلويح بالتدخل العسكري، ولم تقطع المساعدات الأمنية والتدريب للنيجر؛ وهو ما يساهم في وجود واشنطن تحت اسم مكافحة الإرهاب، ويقف حجر عثرة أمام التمدد الروسي.
كما يلفت الجمل إلى مردود هذا على صورة واشنطن داخل النيجر، موضحا:
- موقفها المتوازن ساهم في الحد من الكراهية الشعبية لها، بل إنها بذلك صدَّرت المشكلة للجانب الفرنسي الذي يحاول بشتى الطرق الإطاحة بقادة الانقلاب.
- تعزز تواجدها للحفاظ على استفادتها من الثروات المعدنية؛ وحتى لا تتعثر تجارتها في هذه المنطقة الغنية باليورانيوم.
وبرزت كراهية الكثير من النيجريين لفرنسا في المظاهرات التي خرجت تندد بما اعتبروه موقفها المعادي بعد الانقلاب، وهتفوا بـ”تسقط فرنسا” مطالبين بخروج قواتها من بلادهم، في حين لم تنتشر شعارات معادية لأميركا.