وانطلقت، السبت، فعاليات القمة الإفريقية الـ35، في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، على مدار يومين، ويتصدّر ملفاتها تحديات الأمن والإرهاب وجائحة كورونا، إضافة إلى أزمة الانقلابات.
وتسود مخاوف واسعة من تزايد التطرف والإرهاب دول: الصومال، وموزمبيق، ونيجيريا، وأوغندا، ومنطقة الساحل، إضافة إلى الحرب الدائرة في شمال إثيوبيا البلد المستضيف للقمة.
تفعيل “سيسا” ضرورة
الكاتب والمحلل السياسي السوداني هيثم محمود، قال: إن على القادة الأفارقة أن يحددوا أدوات وخططًا سريعة، ويضعوا قوانين ولوائح تحدّ من ظاهرة تمدّد الإرهاب؛ فدول القارة السمراء بينها حدود طبيعية مفتوحة يسهل معها انتقال التنظيمات الإرهابية من دولة لأخرى، فالإرهاب في أي دولة هو خطر على القارة بأكملها.
وأضاف محمود، لـ”سكاي نيوز عربية”: لا بد من تفعيل دور مؤسسة “سيسا” عبر التعاون وتبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات وتسليم المطلوبين، لافتًا إلى أن القارة السمراء باتت بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية؛ جراء هشاشة الأمن والأوضاع السياسية المضطربة والانقلابات العسكرية.
و”سيسا (Cissa)” هي لجنة منبثقة عن مجلس الأمن والسلم الإفريقي التابع للاتحاد الإفريقي، تهتم بالتحليل الاستخباراتي الاستراتيجي حول مهددات السلم والأمن في القارة الإفريقية.
وأوضح أنه بجانب الحل الأمني لا بد من تقديم رسائل إعلامية توعوية دينية عبر المؤسسات المعتدلة، وكذلك الدور التنموي؛ لكون الفقر والبطالة من الأسباب الرئيسية لتجنيد الشباب.
معضلة إفريقيا
من جانبه، قال الباحث السوداني في الشؤون الإفريقية صالح محيي الدين: إن الاتحاد الإفريقي قادر على أن يقوم بدور إيجابي فيما يتعلق بملفات الأمن والإرهاب.
وأضاف محيي الدين، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن القمة الحالية يمكن أن تُحدث اختراقًا كبيرًا فيما يتعلق بالتعاون الأمني بين بلدان القارة ومكافحة الإرهاب، ليس فقط لأن ذلك ضمن أجندة القمة؛ بل لأنه من معضلات النهوض بالقارة الإفريقية.
وأشار إلى أنه يمكن للاتحاد برئاسة السنغال أن يسهم بفاعلية في حل الأزمات الأمنية بالقارة؛ لأن هذه القمة تأتي استكمالًا للقمم السابقة التي تبحث “إسكات البنادق” بالقارة السمراء، ويمكن أن يحدث ذلك إذا تعاونت الدول الإفريقية مع بعضها.
توسع هائل للإرهاب
وقال مفوض السلم والشؤون السياسية بالاتحاد الإفريقي بانكولي أديوي، في مؤتمر صحفي، الأحد: إن هناك قضايا حاسمة في القارة تتعلق بـ”الحوكمة السياسية” و”السلام والأمن” في قارتنا و”الراديكالية”.
ولفت إلى “التوسُّع الهائل للإرهاب والتطرف العنيف في القارة”، داعيًا جميع القادة إلى وضع خطط ناجزة للتعامل مع هذه الآفة، والتصدي بقوة بعدما باتت تهدد كل دول القارة السمراء.
وهو ما أكده رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، حيث قال: إن الإرهاب في ازدياد بالقارة، ويتوسع بشكل مقلق.
وأكد أن الوضع الأمني في إفريقيا يتطلب من الكتلة اتخاذ نهج جديد، ودعا إلى “تضامن إفريقي أكثر فاعلية”.
وفي كلمته، قال رئيس الاتحاد الإفريقي للدورة الحالية الرئيس السنغالي ماكي سال: إن حالة الأمن والسلم والأزمات الداخلية تُذكّرنا بالمسؤولية المشتركة.
وأضاف الرئيس السنغالي: الوضع الحالي بالقارة يفرض علينا البحث عن حلول وخطط ضرورية لإنهاء النزاعات والصراعات والأزمات، مؤكدًا أن “إفريقيا ما زالت متأخرة في التنمية على الرغم من إمكاناتها الهائلة والمتنوعة”.