من جانبها اعتبرت واشنطن تلك الخطوة فرصة سانحة للانخراط في مستويات عُليا من التواصل مع الروس، لاسيما مع تصاعد المعارك على جبهات دونيتسك شرقي أوكرانيا، وانسحاب الجيش الروسي من خيرسون جنوبا، فهل ستكون نهاية وقف الرصاص وشيكة؟

المعادلة على الأرض

قال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو إن بلاده ليست لديها شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، لكن يتوجب على كييف “إبداء حسن النية ولا توجد شروط مسبقة من جانبنا، باستثناء الشرط الرئيسي: أن تظهر أوكرانيا حسن النية”، وفق تعبيره، ودون أن يوضح الإجراءات التي تثبت حسن نية كييف تجاه المفاوضات.

وهنا يقول الأكاديمي الروسي في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش، إن موسكو دائمًا منفتحة على المفاوضات والدليل دورها في اتفاق الحبوب و4 جولات سابقة من المحادثات التي افشلتها كييف نتيجة الدعم الغربي والأميركي السخي.

 وأوضح فيكتوروفيتش، خلال تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الجميع خاسر من استمرار تلك المعارك.

  • الغرب يسعى لوقف نزيف الاقتصاد وارتفاع الأسعار وتكلفة دعم أوكرانيا بالسلاح.
  • واشنطن ترى أن الوقت مناسب للغاية في ظل التقدم الأوكراني ميدانيًا بالأخص في الجنوب وهو ما يعطى بحسب الرؤية الأميركية زخمًا لموقف أوكرانيا فب المباحثات.
  • روسيا بالفعل تسعى للتهدئة نظرًا لتكلفة الحرب والاقتصاد أيضًا حيث فرضت على موسكو أكبر مجموعة عقوبات في تاريخها حتى أضرت أصحابها بجانب موسكو (الغرب وواشنطن).
  • في المقابل، يبدو أن كييف تتجه إلى تقديم بعض التنازلات عن الشروط التي طرحتها سابقا نتيجة فقدان الهجوم البري الأوكراني زخمه مع الانتخابات الأميركية وما تفرزه من تقدم للجمهوريين بخلاف فقدانها للطاقة.

وتوقع فيكتوروفيتش، الانخراط في مباحثات حتى لو وقف مؤقت لوقف إطلاق النار وتجميد الصراع لفترة الشتاء على الأقل، وانتظار استكمال تدريب جنود الاحتياط وتعويض النقص في الأسلحة والعتاد.

 أميركا وروسيا

مستشار الأمن القومي الأميركي، أكد أن الفرصة سنحت للانخراط في التواصل على مستويات عليا مع الروس من أجل خفض المخاطر وتقليص فرص أي استخدام محتمل للأسلحة النووية، وتوضيح عواقب استخدامها، مؤكدا بذل جهود كبيرة خلال الأشهر الماضية لخفض أسعار الطاقة.

ومع التأكيدات الروسية على الانفتاح على أميركا يقول الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” بموسكو، ديميتري بريجع، إن الإدارة الأميركية خلال الفترة القادمة سيكون أمامها العديد من العثرات في الملف الأوكراني مما يدفع كييف لتفاوض ولذلك لعدة أسباب.

  • الوضع الداخلي الأميركي لا يسمح لبايدن بإطالة أمد المعارك في أوكرانيا واستمرار الدعم لكييف.
  • قدوم الجهوريين يضغط على بايدن لفتح سيناريوهات مختلفة مع موسكو بدلًا من الصدام المباشر كما كان الأشهر الماضية.
  • الحزب الجمهوري غير راضي على الدعم العسكري السخي لكييف وعدم وقف نزيف الاقتصاد الداخلي والبطالة والتضخم.

وأوضح الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب”، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن المفاوضات ستكون قريبة حتى لو أفرزت عن إيقاف موقت لإطلاق النار سيكون مكسب لجميع الأطراف، وهذا ما ستسعى إليه أوروبا وواشنطن مع كييف الفترة القادمة.

 أوكرانيا وخططها

في معسكر كييف قال أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن الشرط الأساسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي للتفاوض مع روسيا هو استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية بالكامل.

يقول الأكاديمي المختص بالشؤون الدولية من كييف محمد البابا، أن الدعم الغربي سيبقى مستمر لعدة أسباب.

  • الجيش الاوكراني يحقق انتصارات سيبقى الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.
  • أوكرانيا اثبتت أنها تستحق هذا الدعم الذي اعطى ثماره، بالأمس حررت كييف وبعدها خاركيف وايزيوم وليمان واليوم مدينة خيرسون.
  • روسيا خسرت وجودها في اهم المدن الأوكرانية بسبب هذا الدعم المستمر أكدت عليه قيادات من الحزب الجمهوري أيضًا في أميركا.

وعن إجبار كييف، قال محمد البابا، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، الجانب الأوكراني لا يزال على موقفه وهو أنه قبل خروج الجيش الروسي من الأراضي الأوكرانية لن يتم اي تفاوض، وأوكرانيا اليوم هي في موقف قوي بعد الانتصارات التي حققها الجيش الأوكراني.

skynewsarabia.com