وبحسب مسؤولين في وزارة الصحة المكسيكية، فإن عدد الأشخاص الذين يموتون من جائحة فيروس كورونا في البلاد أعلى 5 مرات من الأرقام الحكومية الرسمية، وفق تحقيق لـ”سكاي نيوز”.
وسجلت المكسيك حتى الآن، وفقا للأرقام الرسمية، 4220 حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، في حين تشير الأرقام المصابين إلى 40 ألفا و186 شخصا.
وقد وثق فريق تحقيقات في “سكاي نيوز” من عاصمة المكسيك مكسيكو سيتي، حرق الجثث والجنازات، وتمكن من الوصول إلى غرف التخزين المليئة بالجثث، التي تشير جميعها إلى أن البيانات الحكومية بشأن عدد الوفيات غير صحيح.
وفي معظم أنحاء مكسيكو سيتي، ثاني أكبر مدينة في أميركا اللاتينية، لا يوجد تقريبا تطبيق لسياسة التباعد الاجتماعي، حيث تعمل الأسواق الشعبية وبعض الشركات بشكل طبيعي، رغم تفشي فيروس كورونا.
وتقول السلطات المكسيكية إن منحى الإصابات والوفيات في البلاد لم يعد يرتفع، بل أخذ وضعا سطحيا، متوقعة أن تسجل الوفيات انخفاضا كبيرا خلال الأيام المقبلة.
وفي مؤتمر صحفي قبل أيام، قال رئيس البلاد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور للشعب: “ما يعرفه العالم عن المكسيك هو أننا نروض الوباء، ونحن نقوم بذلك بشكل أساسي، لأن الشعب المكسيكي يبذل جهودا واعية”.
لكن العديد من المسؤولين المطلعين على إدارة السلطات للأزمة، ممن طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، رفضوا تصريحات الرئيس، وقالوا إنها غير صحيحة، وأكدوا أن الأرقام الرسمية تقلل من عدد الوفيات الفعلي بنحو 5 مرات.
وحذر كبار الأطباء المتخصصين في الأوبئة الحكومة المكسيكية من الجائحة في يناير الماضي، لكن قيل لهم إنه “لا يوجد شيء يمكن للحكومة أن تفعله”.
ويبدو أن عدم نشر الأرقام الصحيحة لأعداد الوفيات هو جزء من استراتيجية حكومية لاحتواء الذعر من الوباء، لا سيما في الأحياء الأكثر فقرا في مكسيكو سيتي، التي يقطنها أكثر من 30 مليون شخص.
وتجولت كاميرا “سكاي نيوز” في عشرات المستشفيات والمحارق ودور الجنائز في مكسيكو سيتي، ورصدت تكدسا للجثث في هذه الأماكن، لأن ثلاجات حفظ الموتى لم تعد تتسع.
وفي محرقة عامة بالمدينة، تنتظر بعض الجثث دورها لمدة 3 أيام قبل حرقها، ويطالب عمالها بضرورة إنشاء مقابر جديدة، بعد أن أصبحت المحارق لا تستوعب المزيد من الجثث.
وفي أحد المستشفيات اضطر العاملون إلى استخدام معمل التشريح مخزنا للجثث، التي تكدست في أكياس بلاستيكية على طاولات التشريح وأرضية المكان.