وبدأت الاحتجاجات في جنوب غربي إيران، وتحديدا في منطقة الأحواز، التي عمل نظام الملالي على تحويل مياه الأنهار بعيدة عنها، الأمر الذي فجر غضب السكان فخرجوا في تظاهرات صارت تعرف بـ”ثورة المياه“. 

وتشكل الاحتجاجات التي امتدت إلى مناطق عدة في إيران ضغطا على الحكومة، قبل تسلم إبراهيم رئيسي رئاسة إيران في أغسطس المقبل.

وأظهرت مقاطع فيديو مظاهرة، الإثنين، تسير في شوارع إيران، ويطوقها انتشار أمني مكثف.

“لا غزة ولا لبنان”

وردد المتظاهرون شعارات سياسي طالت رأس النظام مثل “الملالي يجب أن يسقط”، كما رددوا أخرى تنتقد سياساته مثل”لا غزة ولا لبنان، روحي فداء لإيران”، و”عار على بلدكم خامنئي”، و”الموت للديكتاتور.. الموت لخامنئي”.

وجاءت هذه الشعارات رغم أن المسيرة كانت رفضا لتردي الأوضاع المعيشية من المياه إلى ارتفاع الأسعار وصولا إلى الكهرباء. 

 ويعد هتاف “لا غزة ولا لبنان” من الهتافات التقليدية في الاحتجاجات الإيرانية منذ مدة؛ ويعبر به المحتجون عن ضيقهم من إرسال الحكومة ميليشياتها إلى لبنان والعراق وسوريا واليمن، ودعمها للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

ويقولون إن هذا استنزاف لأموال وشباب البلاد في قضايا لا تخصها.

وانتشرت، الثلاثاء الماضي، مقاطع فيديو لمحطة مترو صادقية في طهران على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر أشخاصا يهتفون “الموت للجمهورية الإسلامية”، و “الموت لمبدأ ولاية الفقيه”.

وبعد أيام من احتجاجات سكان الأحواز من العرب على ما يصفونه بـ”التعطيش المتعمد”، و”التهميش” لهم، تحدثت تقارير عن احتجاجات واسعة في تبريز وكردستان وخراسان ومحافظة البرز وأصفهان.

وشهدت الأحواز وأذربيجان وكردستان تظاهرات بدأت في الأحواز في 15 يوليو الجاري، ودخلت يومها الحادي عشر.

 

 

رجوي تدعم التظاهرات

زعيمة المعارضة الإيرانية في الخارج، مريم رجوي قالت، الإثنين، في سلسلة تغريدات على “تويتر”: “غليان دماء شهداء انتفاضة خوزستان (الأحواز) يتجلى في هتاف الموت للدكتاتور في شوارع طهران المركزية وبالقرب من بيت خامنئي العنكبوتي”.

وأضافت رجوي: “استمرار الانتفاضة في اليوم الثاني عشر منها أثبت أنه حتى سفاح مجزرة 1988 (في إشارة إلى الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي) لا يستطيع إنقاذ نظام ولاية الفقيه من مصيره المحتوم”.

اختلافات في الاحتجاجات

الكاتب السياسي الإيراني، محمد رحماني ‌فر،  توقع توسع شرارة الاحتجاجات في طهران خلال الساعات القادمة، في ظل امتداد شرارة الاحتجاجات من خوزستان إلى تبريز وأصفهان.

وقال لموقع “سكاي نيوز عربية”: “بدأت احتجاجات طهران لتوها، ولا يمكن القول بعد أن مظاهرات حاشدة قد حدثت، لكن أعتقد أن المظاهرات ستصبح أكثر انتشارا في غضون ساعات قليلة”.

ولفت الكتاب الإيراني إلى أن شعارات مظاهرات طهران والمدن الفارسية، تختلف عن شعارات المظاهرات في مناطق الأقليات كعرب الأحواز والأتراك في تبريز، فالأتراك والعرب يرددون شعارات الحرية، أما في طهران يُطلق شعار رضا شاه للمطالبة بعودة البهلوية وإنهاء الدكتاتورية، وهو ما يوضح الاختلاف في توجهات المتظاهرين.

ومحمد رضا بهلوي هو آخر حكام إيران من الملوك الذين يحملون لقب “شاه”، وسقط حكمه في ثورة عام 197.

ويرى رحماي فر أن الأذريين والعرب يسعون إلى الاستقلال أو على الأقل إنشاء نظام فيدرالي في إيران، فيما تسعى احتجاجات طهران ومدن أخرى لتغيير نظام الديكتاتورية الدينية، في إشارة إلى نظام ولاية الفقيه بقيادة علي خامنئي.

“الانفجار قادم”

وتقول الباحثة السياسية الإيرانية، ماريه طباطبائي، في تغريدة على “تويتر” إن الآونة الأخيرة شهدت الأسعار ارتفاعا كبيرا في حين ظلت الأجوار متدنية.

وأضافت أن هناك وزمات اجتماعية وانقطاع الكهرباء، وتفش لفيروس كورونا، وذلك كله يجعل عودة الاحتجاجات إلى الشارع الإيراني قائمة بقوة.

وفي السياق ذاته، قالت الناشطة الإيرانية فايزة إستار على “تويتر”: “إن كل الأوضاع قابل للانفجار داخل إيران، لافتة إلى أن قمع احتجاجات المياه في خوزستان أدى إلى تفاعل الشعب معها ورفضهم للحل القمعي وحق أبناء الأحواز في المياه”.

مئات المعتقلين

وفي مواجهة الاحتجاجات، اعتقلت السلطات مئات المتظاهرين في الأحواز وتبريز وإيران، وفلقا لتقارير حقوقية ونشطاء.

وذكرت منظمة “هرانا” الحقوقية، أن قوات الأمن والاستخبارات اعتقلت أكثر من 102 من المحتجين في خوزستان، لافته إلى أن شرارة الاحتجاجات انتشرت في أكثر من 30 مدينة.

أيضا اعتقلت السلطات 7 نشطاء أتراك في تبريز وأذربيجان الشرقية بعد مظاهرات، الأحد، دعما لاحتجاجات الأحواز، وفقا لمنظمة هرانا.

واعتقلت السلطات ثمانية من نشطاء المجتمع المدني في طهران، وفقا لتقارير حقوقية إيرانية.

skynewsarabia.com