وتشهد مناورات “إير ديفندر 23″، التي تستضيفها ألمانيا وتستمر حتى 23 يونيو الجاري، مشاركة 10 آلاف جندي و250 طائرة عسكرية من 25 دولة عضو في الأطلسي وشريكة له، بما فيها اليابان والسويد الدولة المرشحة لعضوية الحلف.

وقالت الناطقة باسم حلف “الناتو“، أوانا لونجيسكو، إن “مناورة إير ديفندر ضرورية لأننا نعيش في عالم أكثر خطورة، وبالتالي نقف متحدين للحفاظ على سلامة بلداننا وشعوبنا”.

وكشفت لونجيسكو في تصريحات نقلها الموقع الرسمي للناتو، أن المناورة تُظهر الترابط القوي بين أوروبا وأميركا الشمالية، حيث تم التخطيط لها منذ عدة سنوات، وتساعد على ضمان تدريب القوات الجوية للحلف واستعدادها للرد بشكل مشترك.

وتتمركز معظم الطائرات في عدة قواعد جوية ألمانية، على أن تجري التدريبات الأولى فوق بحر الشمال وبحر البلطيق وجنوب ألمانيا.

وتهدف التدريبات إلى تعزيز قابلية التشغيل البيني والاستعداد للحماية من هجمات الطائرات والطائرات بدون طيار والصواريخ على المدن والبنية التحتية، على أن تشمل أنشطة التدريب الأخرى دعم القوات البرية ومهام الإجلاء.

الهدف الأبرز لـ”إير ديفندر 23″

قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، والمسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، في تصريحات لـموقع “سكاي نيوز عربية”، إنه غالبا ما يكون للتدريبات بهذا الحجم رسالة داخلية، وأخرى خارجية، كالآتي:

– الرسالة الداخلية هي ضمان أمن الحلفاء، والرسالة الخارجية ردع لروسيا، إذ يوضح مثل هذا التمرين المشترك الواسع النطاق قابلية التشغيل البيني للحلفاء، بما في ذلك القدرة على الطيران معا والتواصل والدفاع وتدمير الأهداف وما إلى ذلك.

– من الصعب على الطائرات من العديد من الجيوش التواصل والتنسيق والتخطيط والتمرين وتنفيذ مثل هذه العملية واسعة النطاق، وبالتالي فإن المناورة الراهنة تُظهر لروسيا أنه يتعين عليها حقا أن تقلق بشأن القدرة المتراكمة لحلف الناتو بأكمله، وليس فقط الولايات المتحدة، أو مجموعة صغيرة من الدول، ولكن 31 حليفا بالإضافة إلى شركاء آخرين ذوي قدرات عالية مثل السويد واليابان وأستراليا.

ما هو الموقف الروسي من المناورة؟

فيما يخص الموقف الروسي من المناورة، أوضح كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، والمقيم في موسكو، أوليغ إغناتوف، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الرئيس فلاديمير بوتين والجيش الروسي ينظرون إلى “كل ما يفعله الناتو على أنه تهديد، ولكن كتهديد استراتيجي وليس فوري”.

وأشار إغناتوف إلى عدد من النقاط فيما يخص دلالة المناورات بالنسبة لروسيا قائلا: “أعتقد أن كلا من روسيا وحلف شمال الأطلسي غير مهتمين في الوقت الحالي بإرسال رسائل أخرى يمكن أن ينظر إليها الجانب الآخر على أنها تهديد مباشر، وبالتالي، يجب أن تتطلب نوعا من الرد العسكري الفوري”.

وأضاف: “أعتقد أن هذه التدريبات هي جزء من التغييرات الكبيرة التي تحدث في نهج الناتو للأمن في أوروبا، بالمزيد من نشر القوات والتدريبات، والمزيد من الاستثمار في التدريب وتحديث الأسلحة“.

هل تمثل تصعيدا خطيرا؟

اعتبرت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، إيرينا تسوكرمان في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن المناورة رغم كونها تأتي “كرد فعل على الحرب الروسية في أوكرانيا وكذلك التهديدات الصينية” لكنها لا تمثل تصعيدا لموقف الناتو، مضيفة: “تهدف المناورة إلى إظهار الوحدة والقوة بالإضافة إلى إجراء ردع ضد أي تصعيد محتمل ضد أعضاء الناتو”.

وأوضحت أن “ألمانيا تستضيف المناورة على الرغم من الخلافات الداخلية حول استثمارات ألمانيا في روسيا، وبالتالي فإنها تهدف بشكل رمزي إلى إرسال رسالة قوية إلى موسكو“.

ولفتت إلى أن مثل هذه التدريبات “متوقعة إلى حد ما بالنظر إلى أن الناتو منظمة دفاع مشترك، والتدريب المشترك هو جزء طبيعي ويمكن التنبؤ به”.

واختتمت تسوكرمان حديثها قائلا: “الناتو لم يشارك بشكل مباشر في الحرب في أوكرانيا، لذا لا يمكن اعتبار مثل هذا التمرين بمثابة تصعيد للأعمال العسكرية. لا يمكن لروسيا وحلفائها استخدامه كذريعة لتصعيد أنشطتهم الخاصة. تعرف موسكو أنه ما لم يتعرض أحد أعضاء الناتو للهجوم المباشر والمتعمد، فإن مثل هذه التدريبات لا تشكل أي إجراء تصعيدي”.

skynewsarabia.com