وشدد ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحفي، على أن “أي استخدام للأسلحة الكيماوية يكشف عن استهانة تامة بأرواح البشر، ويمثل انتهاكا غير مقبول للمعايير والقواعد الدولية”، حسبما نقلت “رويترز”.
وأضاف بعد اجتماع لسفراء الحلف: “اتفق حلفاء الأطلسي على أن هناك أسئلة خطيرة يتعين على روسيا الإجابة عليها، وأن على الحكومة الروسية أن تتعاون بشكل كامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تحقيق دولي محايد”.
وشدد ستولتنبرغ على أنه “يجب محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم وتقديمهم للعدالة. لقد رأينا مرارا وتكرارا قادة معارضة ومنتقدين للنظام الروسي يتعرضون لهجمات وتهديدات لحياتهم، بل وقُتل بعضهم”.
ووصف قضية نافالني بالـ “هجوم على الحقوق الديمقراطية الأساسية” وقال إن أعضاء الحلف سيواصلون التشاور بشأن الحادثة و”النظر في تداعياتها”.
وفي المقابل، قال خبير روسي في علم السموم حلّل الملف الطبي لأليكسي نافالني، الجمعة، إن المعارض قد يكون ضحية مشكلة في الهضم أو تعاطي الكحول أو الإجهاد، رافضا نتيجة التسمم التي تم تشخيصها في ألمانيا.
وأورد ألكسندر ساباييف، وهو كبير علماء السموم في منطقة أومسك، حيث عولج المعارض الأبرز للكرملين نهاية أغسطس قبل نقله إلى ألمانيا “جسده لم يتفاعل مع سم، وهذا يعني أنه لم يكن هناك سم. هذا واضح”.
ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” عن الخبير الروسي أنه لم يتم الكشف عن أي أثر للتسمم بعد تحليل رئتي نافالني وكبده وكليتيه.
ولم يلاحظ الأطباء الروس وجود آثار لمادة “نوفيتشوك” على عكس النتائج التي توصلت إليها السلطات الألمانية.
من جهته، يرى الخبير الروسي أن التدهور المفاجئ في حالة نافالني الصحية قد يكون سببه “أي عامل خارجي” حتى “مجرد عدم تناول وجبة الفطور أو مشكلات في الجهاز الهضمي”.
وتابع: “النظام الغذائي قد لا يكون السبب الوحيد فقط، بل أيضا تعاطي الكحول… ربما كان سببه التوتر أو التعب”.
وأشار إلى أنه “يمكن حتى أن يكون مرتبطا بدرجات الحرارة. فالتعرض لأشعة الشمس أو البرد لفترة طويلة” قد يتسبب في ذلك.
ومَرِض نافالني (44 عاما)، المحامي الذي يعد بين أشد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، عندما كان في رحلة جوية الشهر الماضي وخضع للعلاج في مستشفى في سيبيريا قبل إجلائه إلى برلين.
وأعلنت برلين الأربعاء وجود “أدلة قاطعة” على أنه تعرّض للتسميم بواسطة غاز الأعصاب “نوفيتشوك” الذي تم تطويره خلال فترة الحرب الباردة.