انتقادات يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة “فاغنر” الروسية والملقب بـ”طباخ بوتين”، وصفها خبراء وعسكريين بمحاولة التسويق للنصر التي حققته تلك المجموعات في المناطق التي انسحبت منها موسكو الأشهر الأخيرة من العام الماضي نتيجة الضغط الأوكراني في خيرسون وزابوريجيا ومعظم مدن الشرق.
ووصف الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، تصريحات بريغوجين، بـ”غير الموفقة” في ذلك التوقيت لأن جميع العمليات التي تتم في الشرق ودونباس تتم بتنسيق كبير بين القوات النظامية ومجموعات فاغنر، وتحقيق أي انتصار يأتي نتيجة هذا التنسيق الذي شهد خلال الأشهر الماضية ترتيبا عاليا أدى إلى تحقيق تقدم ملموس على الأرض في جبهة الشرق.
فاغنر ومعركة باخموت
قال يفغيني بريغوجين، في مقاطع فيديو نشرت ليل الأربعاء على تلغرام أنه “من أجل السيطرة على باخموت يجب قطع كل طرق الإمدادات بشكل نهائي وإحكام السيطرة لمنع وصول أي أسلحة تصل إلى قوات كييف.
وهنا يؤكد شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تم بالفعل قطع 3 طرق إمدادات رئيسية من أصل 4 طرق كانت تعتمد عليها القوات الأوكرانية في الحصول على الأسلحة لتعطيل التقدم الروسي في المحور الشرقي وتعطيل عملية السيطرة على إقليم دونباس، يأتي ذلك في توقيت توقع قائد مجموعة فاغنر السيطرة على باخموت “في شهري مارس أو أبريل” المقبلين.
وفيما يخص تحركات وتصريحات قائد “فاغنر”، توقع الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف عدة خطوات منها:
- المزيد من تصاعد نجم مؤسس فاغنر في المرحلة المقبلة لأنه يدرك حجم انتصاره في سوليدار، الذي يعد بمثابة أول مكسب كبير لموسكو في ساحة المعركة ضد أوكرانيا والغرب منذ نحو 6 أشهر.
- الاعتماد على الدور العسكري القوي لقواته التي تتميز بالشراسة القتالية والتنظيم العالي في الأداء العسكري وتنفيذ المهام دون تراجع، واستند المراقبون إلى إقرار بريغوجين (61 عاما) في سبتمبر بأنه مؤسس فاغنر، بعدما أنكر ذلك لسنوات، كما بات يزور بانتظام الجبهة الأوكرانية ويدلي بتصريحات بشكل نشط عبر جهازه الإعلامي.
- كما يستند قائد فاغنر على اعتراف تاريخي من وزارة الدفاع الروسية بدور بطولي لقوات المجموعة الخاصة.
- الأيام الماضية، شهدت اعترافا مهما للمجموعة الروسية على لسان الدفاع البريطانية، بشأن دور فاغنر في دونباس ومعاركها الضارية.
- أخبار “انتصارات” مجموعة “فاغنر” في أوكرانيا باتت تتصدر عناوين وسائل الإعلام الحكومية الروسية.
من يحسم المعارك؟
يقاتل يفغيني بريغوجين، رئيس مجموعة “فاغنر” الروسية في أكثر من مشهد ليكون في “كادر النصر” الذي حاول بعض قادة الجيش الروسي إبعاده عنه رغم ما حققته قواته من انتصارات وتقدم في محوري سوليدار وباخموت خلال الفترات الماضية.
وهنا يقول سفياتوسلاف بودولاك، وهو مسؤول عسكري أوكراني في جبهة دونباس، إن برغوين حاول أن يجد لنفسه أرضية مستقلة لتعزيز مكانته لدى الرئيس فلاديمير بوتين ليكون في الصفوف الأولى بعد أن تضع الحرب أوزارها، مستمدا قوته من تقدم قواته التي تدمر كل شيء أمامها وترتكب جرائم حرب، على حد وصفه.
ويُضيف سفياتوسلاف بودولاك، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن مجموعة فاغنر اعتمدت في استراتيجيتها على قتال حرب الشوارع وتدمير أكبر كم ممكن من البنية التحتية وهذا ما يريده “بريغوجين”، التدمير ثم التدمير، مؤكدا أن كييف سوف تلاحق تلك المجموعات بتهم ارتكاب جرائم حرب دموية في سوليدار وباخموت.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من 40 ألفاً من عناصر مجموعة “فاغنر” يقاتلون في أوكرانيا، كما تشكل تلك القوات رأس الحربة في القوات الروسية الضاربة.