وتواصل تركيا سعيها نحو تحقيق طموحاتها الإقليمية بخوضها عددا من الحروب والجرائم العدوانية على أصعدة مختلفة.

وقالت موقع صحيفة “أحوال” التركية إن الجرائم التركية تراوحت بين إرسال أنقرة لآلاف اللاجئين إلى الحدود اليونانية ومواجهة اليونان في بحر إيجة وانتهاكات الطائرات الحربية التركية لمجالها الجوي.

هذا بالإضافة إلى قرار أنقرة بإرسال عدة سفن للتنقيب في المياه التابعة لقبرص وتوقيع اتفاقية الحدود البحرية مع حكومة طرابلس الليبية دون اعتبار لدول حوض المتوسط.

ويقول مراقبون إن عدوانية تركيا المتزايدة في شرق البحر المتوسط​​ تتماشى مع نهج خطة معروفة بـ”الوطن الأزرق”.

وهذه الخطة كانت من هندسة أميرال متقاعد يدعى جيم غوردينيز، وتستهدف الهيمنة التركية على بحر إيجة وشرق البحر المتوسط ​​والبحر الأسود. 

وكان غوردينيز قد اعتقل سنة 2011 بسبب صلاته المزعومة بشبكة “إرغينيكون”. وأدين آنذاك وحكم عليه بالسجن لمدة 18 عاما، قبل تبرئته وإطلاق سراحه في 2015.

وبعدها، ارتفعت أسهم غوردينيز وصار الإعلام يلمع صورته وينشر مواقفه “القومية” المعادية للغرب، مع حث بلاده على معاداة الغرب وبناء علاقات أعمق مع روسيا والصين”.

ونقلت صحيفة “أحوال” عن الأستاذ في الكلية البحرية العسكرية في كاليفورنيا، ريان جينجراس، قوله إن العديد من الضباط العسكريين السابقين المتحالفين مع سياسة “الوطن الأزرق” يشتركون في وجهة نظر معادية للغرب، وألقوا باللوم على ما يسمى بالجبهة الأطلسية مدّعين تسببها في العديد من مشاكل تركيا.

وأضاف “غالبا ما يتبنى هؤلاء الأفراد الذين يتخذون هذا الموقف رغبة صريحة في التصدي للإمبريالية الأميركية، كما يسميها غوردينيز”.

ويبدو أن تركيا تسير في اتجاه تنفيذ هذه الخطة، حيث يظهر ذلك جليا من خلال شراء أنقرة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية إس-400 في 2019، وتقاربها مؤخرا مع موسكو في مشروع “ترك ستريم”، إلى جانب اتخاذ موقف عدواني ضد اليونان ودعم حكومة طرابلس في ليبيا.

“أسيرة الطموحات القومية”

و قال محمد عبد القادر، الخبير في الشأن التركي، إن أنقرة “باتت أسيرة لطموحات التيارات القومية التي باتت توجه السياسة التركية وتتحالف مع التيارات الإسلامية في تحالف مصلحي وهي التي باتت توجه تركيا نحو الحلم الكبير والوطن الكبير الذي يشمل مناطق واسعة خارج حدود تركيا سيما في الجوار العربي”.

وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “لذلك تنزع تركيا للسيطرة على البحار والأرض المجاورة في تنفيذ مشروع تدريجي سيعلن عنه رسميا عام 2023 وهو المشروع الذي سيستخدمه أردوغان وداعميه كمشروع يدعم فرص إعادة انتخابه في الانتخابات القادمة”.

وأوضح عبدالقادر أن تركيا تطمع في خيارات البحر المتوسط “وتستخدم كل الوسائل الممكنة والتحالفات العابرة للحدود من أجل توسيع نطاق سيطرتها على حساب دول الجوار، تستهدف استضافة خطوط نقل الغاز والأماكن المحتملة لاكتشافه قبالة سواحل قبرص واليونان وعلى حافة الحدود البحرية المصري”.

وختم بالقول “هذا مشروع مستمر وقائم على سياسة فرض الأمر الواقع عبر القوة وعبر استغلال التناقضات الدولية”.

لماذا ليبيا؟

من جهته، اعتبر جمالي أونال، الصحفي التركي المتخصص في الشؤون الإقليمية، أن أردوغان لا يهتم بالبحار بقدر ما يهتم بـ”الأموال”.

وأبرز أن أردوغان يسعى إلى بيع الأسلحة “ولهذا، فإن ليبيا منطقة خصبة للغاية”، مردفا “إذا استطاع السيطرة على ليبيا، ولا سيما مناطق النفط، فإنه سيصل مباشرة إلى الأموال التي يطمح إليها”.

وأضاف “ومنه يبدو جليا أن الاتفاقيات البحرية ليست مفيدة لأردوغان، باستثناء أنها تمنحه بعض الوقت للبقاء على رأس السلطة”.

واعتبر أونال أن السياسة التركية الحالية التي يقودها أردوغان تعتمد على “الفراغ الدولي الذي خلفته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط”.

skynewsarabia.com