وصدرت دعوات لعزل كومو وإلغاء سلطات الطوارئ التي يتمتع بها بسبب الجائحة، وذلك منذ الكشف الأسبوع الماضي عن أن مساعديه أخفوا بيانات حول وفيات دور رعاية المسنين، خوفا من التداعيات السياسية.

وفي حين أن شراسة الانتقادات قد تجعل البعض يتساءلون عن مستقبله السياسي، إلا أن كومو نجا من اختبارات قاسية سابقة، ولم يلتزم أي معارض جاد، حتى الآن، بمنعه من الحصول على ولاية رابعة في العام المقبل، وهو أمر لم يفعله أي حاكم لنيويورك منذ نيلسون روكفلر، حيث لا تفرض الولاية حدودا على عدد فترات منصب الحاكم.

ويحافظ كومو على دعم قوي من كبار الساسة الديمقراطيين في نيويورك، وحتى الآن ، لم تتزحزح شعبيته منذ نوفمبر، لكن هذا لم يمنع بعض النقاد من التفكير في أفضل السبل لتحديه.

ونقل موقع “بوليتيكو” الأميركي عن عضوة مجلس شيوخ الولاية، أليساندرا بياجي، التي تعمل مع كومو، منذ عام 2019 وتواظب على انتقاده، أن “الكثير من الأشخاص في الجناح التقدمي في الحزب، يتخيلون بالتأكيد التحدي الهائل للحاكم كومو”، لكن “لم يرفع أحد منهم يده أو يجذب الانتباه كمرشح جاد ضده”.

ومنذ أن كشفت صحيفة نيويورك بوست الأسبوع الماضي أن كبيرة مساعدي كومو، ميليسا ديروسا، أبلغت مشرعي الولاية الديمقراطيين عن محاولة الإدارة إخفاء بيانات بشأن دور رعاية المسنين، تعرض كومو لهجوم حاد من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

لكن لا يبدو أن أحدا من قادة نيويورك الديمقراطيين، يفكر في تحدي كومو خلال الانتخابات التمهيدية المقبلة، بحسب ما نقل موقع “بوليتيكو” عن الخبير الاستراتيجي الديمقراطي المقيم في نيويورك، نيل كواترا.

ويقول كواترا إن الحديث عن تحدي كومو خلال التمهيديات المقبلة “يبدو لعبة مفضلة عند التقدميين المحبطين”، ويؤكد أن “لا أحد على مستوى الولاية يمكنه المساس بكومو”، مضيفا أن أي منافس ديمقراطي، سيحتاج إلى إحراز تقدم كبير في مدينة نيويورك وضواحيها وغربي الولاية لمضاهاة سيطرة كومو.

وعلى الرغم من زوبعة الانتقادات خلال الأسابيع الأخيرة، لا تزال شعبية كومو مرتفعة، وفقا لاستطلاع أجراه “معهد أبحاث كلية سيينا” صدر يوم الثلاثاء، وتم إجراؤه قبل كشف نيويورك بوست، ولكن بعد تقرير من المدعي العام للولاية، تيش جيمس، يتهم الإدارة بتقليل عدد الوفيات في دور رعاية المسنين بمقدار النصف.

وأشار ستيف غرينبيرغ، المتحدث باسم الاستطلاع، إلى أن 65 في المئة من الديمقراطيين قالوا إنهم سيعيدون انتخاب كومو إذا كانت الانتخابات غدا، مقارنة بـ 26 في المئة ممن قالوا إنهم يفضلون شخصا آخر.

أما بالنسبة لأي منافس جمهوري، فإن الحصول على فرصة في انتخابات عامة على مستوى ولاية نيويورك، سيحتاج إلى الفوز ببعض أصوات الديمقراطيين، وهو أمر يصعب كثيرا تحقيقه في عصر الاستقطاب الحزبي الحاد، الذي تعيشه الولايات المتحدة اليوم.

skynewsarabia.com