ويتوقع خبراء أن يتوسع نطاق المواجهات الأميركية مع الحوثيين، في أعقاب إعلان وزير الدفاع لويد أوستن، الإثنين، عن عملية جديدة بقيادة الولايات المتحدة تركز على حماية التجارة في البحر الأحمر.
وسألت شبكة “سي إن إن” الأخبارية الأميركية خبراء البحرية عن كيفية تعامل السفن الحربية مع هذا النوع التهديدات، وما المشكلات التي قد تواجهها في المستقبل.
ولم تذكر البحرية الأميركية ما أنظمة الأسلحة التي تستخدمها سفنها ضد هجمات الحوثيين، لكن الخبراء أشاروا لـ”سي إن إن” إلى أنها تشمل صواريخ أرض جو وقذائف متفجرة من المدافع الرئيسية للمدمرات، إلى جانب قدرات على شن هجمات إلكترونية بهدف قطع الاتصال بين المسيّرات ووحدات التحكم الخاصة بها على الأرض.
وأوضح الخبراء أنه “مهما كانت الأنظمة التي يستخدمها قباطنة المدمرات الأميركية، فإنهم يواجهون قرارات بشأن التكلفة والمخزون والفعالية، مع توسع نطاق المواجهات”.
وأشارت “سي إن إن” إلى الأصول الأميركية الرئيسية المشاركة في البحر الأحمر لمواجهة الهجمات على السفن، وأبرزها المدمرة “كارني”، التي أسقطت 14 طائرة من دون طيار للحوثيين يوم السبت.
وأضافت الشبكة: “هناك أيضا الصاروخ القياسي SM-6، وهو سلاح متطور يمكنه إسقاط الصواريخ البالستية المرتفعة في الغلاف الجوي وصواريخ أخرى ذات مسار منخفض، إلى جانب الصاروخ القياسي SM-2، وهو أقل تطورا مقارنة مع الصاروخ الأول، بمدى أصغر يتراوح بين 185 إلى 370 كيلومترا، وصاروخ ESSM المصمم لضرب صواريخ كروز المضادة للسفن والتهديدات ذات السرعة المنخفضة، مثل الطائرات من دون طيار“.
لكن أليسيو باتالانو، أستاذ الحرب والاستراتيجية في “كينغز كوليدج” في لندن، يشير إلى أن هذه “قدرات اعتراض جوي متقدمة باهظة الثمن”.
وأبرز: “تبلغ تكلفتها المتوسطة نحو مليوني دولار، مما يجعل اعتراض الطائرات من دون طيار غير فعال من حيث التكلفة المادية”، خاصة في حال طول أمد المواجهات.
وقال زميل أبحاث القوة البحرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن سيدهارث كوشال: “لتوفير دفاع جوي واسع النطاق، تعتمد السفن بشكل أساسي على الصواريخ المضادة للطائرات. هذا يعني أن عدد الصواريخ الموجود على متن أي مدمرة محدد”.
والأمر نفسه أكده الخبير البحري الأستاذ بجامعة كامبل في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية سلفاتوري ميركوغليانو، موضحا: “إذا تمكن الحوثيون من استنفاد مخزون السفينة بهجمات متتالية، فقد تجد السفينة الحربية نفسها تعاني نقصا في الذخائر اللازمة لحماية السفن التجارية التي تراقبها”.
وتابع: “في حال جرب الحوثيون هجوما بسرب من الدرونات، فقد يرهق الأمر قدرات سفينة حربية واحدة”، متسائلا عن كيفية تجديد مخزون الصواريخ في المنطقة.
ويأتي ذلك فيما يتوقع محللون أن تكون لهذه المواجهات خسائر اقتصادية جسيمة.
وقال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) دافيد بتريوس: “هذا (البحر الأحمر) من أهم الشرايين في العالم عندما يتعلق الأمر بالشحن البحري”.
وأضاف أن “الوقت والتكلفة لنقل البضائع حول إفريقيا سيكونان كبيرين. سيكون لهذا في الواقع تأثير حقيقي على الاقتصاد العالمي”.