وتجري الصين حتى الأحد المقبل، مناورات عسكرية في 6 اتجاهات تجاه جزيرة تايوان، التي اعتبرت الأربعاء، أن تلك المناورات “ترقى إلى حد الحصار الجوي والبحري للجزيرة”.
السلاح الفريد
وكشفت تقارير عسكرية غربية عن قيام الجيش الصيني بنشر سلاح فريد من نوعه، في ظل التوترات الكبيرة على خلفية زيارة بيلوسي.
والتحرك الصيني جاء، وفق خبراء عسكريين، لاستعراض القوة ضد الوجود الأميركي بالمنطقة، وعقب نشر البحرية الأميركية حاملة الطائرات “رونالد ريغان” الهجومية و3 مدمرات بأماكن قريبة من الصين.
وبحسب مجلة “ميلتاري واتش” الأميركية، فإن بكين نشرت “أول مركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت يتم إطلاقها من الأرض، وهي مضادة للسفن، وتحمل صواريخ جديدة من طراز “دي إف- 17 ” (DF-17)، التي تُوصف بـ”قاتل حاملات الطائرات”.
وأضافت أن الصاروخ البالستي التكتيكي “DF-17 كان تم الإعلان عنه 2019، وتم نشره الأيام الماضية بعدة أماكن حول جزيرة تايوان.
وتعد الصين وروسيا وكوريا الشمالية، حاليا الجيوش الوحيدة التي تمتلك مركبات انزلاقية تفوق سرعة الصوت، رغم أن الولايات المتحدة تستثمر في تطوير قدرة مماثلة.
مميزات “دي إف- 17”
ووفق تقارير عسكرية، فإن صاروخ “دي إف- 17” تم تصميمه خصيصا لاختراق أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، كما يصعب اعتراضه بسبب سرعته القصوى.
وبمجرد أن تنفصل مركبة الإنزلاق عن الصاروخ، يمكنه الوصول إلى سرعات ما بين 5 ماخ في الساعة و10 ماخ في الساعة، وفقا لمجلة “ميلتاري واتش”.
كما لدىه قدرة كبيرة على المناورة ويقترب من أهدافه بشكل لا يمكن التنبؤ به، وإذا فشل هجومه الأول، فيمكن إعادة ربطه بالهدف، ويستطيع الانحدار إلى ارتفاع منخفض جدا قبل وصول الهدف ما يصعب اكتشافه أو اعتراضه.
ويمكن لهذا الصاورخ فرط الصوتي، ضرب أهداف في كوريا الجنوبية واليابان وروسيا، كما يستهدف السفن الحربية، ويهدد القوات الأميركية في غرب المحيط الهادئ.
كما أنه مزود بسيارة تقليدية مصممة بهيكل عجلات خاصة، تستطيع التنقل عبر التضاريس الصعبة.
وتابعت المجلة الأميركية أنه” يقوض جدوى ترسانات الصواريخ المضادة للسفن دون سرعة الصوت التي تنشرها القوات البحرية الغربية”.
ووفقا لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” الصينية، فإنه تم نشر (DF-17) ، في قواعد الجيش الصيني في مقاطعتي فوجيان وتشجيانغ، على ساحل تايوان، لتعزيز قدات الصين وكخطة استعدادية لمحاولة ضم تايوان.
لكن صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية، تقول إن الهدف هو إحباط أي تدخل أجنبي لوقف “لم شمل تايوان”، كما هي صواريخ “DF-17” ليست مصممه لضرب أهداف عسكرية مقرها تايوان لقرب المسلفة مع البر الرئيسي الصيني، لكنها لاستهداف القوى الكبرى المنافسة، التي تدافع عن تايوان، مثل الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة: “هذا السلاح لضرب القواعد أو الأساطيل العسكرية الأجنبية غربي المحيط الهادئ، حال تدخلها لمنع إعادة توحيد تايوان مع البر الصيني”.
الصاروخ الوحش
خلال الذكرى الـ95 لتأسيس الجيش الصيني، الاثنين الماضي، نشرت بكين صاروخا من طراز “دي إف –41″ البالستي القادر على حمل رؤوس نووية، ويلقب بـ” الوحش الصيني”.
وأعلن الجيش التايواني، الخميس، أن نظيره الصيني أطلق عدة دفعات من هذا الصاروخ في المياه المحيطة بشمال شرقي تايوان وشمال غربها.
وهذا الصاروخ الخارق يسمى بـ”دونغفينغ – 41″ أو “رياح الشرق” ، ويعد أخطر صاروخ عابر للقارات، إذ لديه أبعد مدى بين جميع الصواريخ البالستية إذ يتراوح بين 12 و 15 ألف كيلومترا، كما يمكنه حمل 12 رأسا حربيا نوويا.
والصاروخ النووي من الجيل الرابع، يعتمد على الوقود الصلب، وينطلق من المنصات البرية المتحركة مثل الشاحنات أو القاطرات، ويشكل قوة ردع نووية، وفق خبراء عسكريين.
ويغطي الصاروخ قارة آسيا كلها تقريبا وأجزاء كبيرة من روسيا وأوروبا وجميع خصوم الصين بالمنطقة كالهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان، كما يستطيع الوصول لواشنطن، ويعد قوة ردع إقليمي وعالمي.
ووفق صحيفة “الصن” البريطانية، فإن “دي إف-41” من الصواريخ الكبيرة، ويعد أهم أضلاع الثالوث النووي الصيني، دخل الخدمة عام 2015، ويصل طوله لنحو 21 مترا، بقطر 2.25 متر، وكمعظم الصواريخ الحديثة يطير الصاروخ على ثلاث مراحل بدفع من الوقود الصلب، بسرعة تصل 25 ماخ، ويعمل بنظام تحديد المواقع الدولي “GPS”.
ويعد جوهرة التاج بقوة الردع النووية الصينية ويعمل بفيلق المدفعية الثاني، ويزن نحو 80 ألف كيلوغرام، بأنظمة توجيه تعتمد على الأقمار الاصطناعية مع تحديث التوجيه بشكل مستمر متواصل، وجهاز إستشعار الحركة ” INS “، وآخر لاستشعار الدوران ويسمى “الجيروسكوب”.
ومع حمله 12 رأسا نوويا يحمل كذلك 40 رأسا خداعيا، مهمتها تشتيت دفاعات العدو كليا، فبمجرد دخوله للغلاف الجوي للبلد العدو تنتشر الرؤوس الخداعية في الفضاء وينتج عنها تفجيرات تضلل الرادرات الأرضية.
ويقول الخبير العسكري الأميركي، بيتر آليكس، إن الصاروخين الصينيين “دي-إف41″ و” دي إف- 17″، هما عابرين للقارات ويمثلان درة تاج قوة الردع النووية للصين، ما يمكنهما من ضرب أي هدف أرضي في العالم”.
ويضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”: ” “الصاروخ “دي إف- 41″ يمكن إطلاقه من المنصات البرية المتحركة، كالشاحنات ويتصدي لهجمات الحرب الإلكترونية، وقادر على ضرب أهداف في أي مكان في العالم”.
وعن هدف نشر تلك الصواريخ مع زيارة نانسي بيلوسي يردف “بيتر آليكس” ويقول: “لدى الصين رغبة في استغلال الزيارة لوضع تلك الصواريخ في مواقع استراتيجية وهو موقف جيوسياسي، لاختبار الرد الأميركي حال الغزو الصيني لتايوان، كما أنها” حرب نفسية لترهيب أميركا”.