وتقول شركة تحليل المنصات الاجتماعية “غرافيكا“، إنها “رصدت نشاطا” لمن وصفتهم بـ”عملاء” وجهات تابعة للصين وروسيا، “يركزون على ملفات الأمن، ونشوب حرب أهلية، والعنصرية، والمخدرات، والاقتصاد، لتخويف الناس من انتخاب الديمقراطيين”.
وشهد العامان الماضيان من حكم الرئيس الأميركي المنتمي للحزب الديمقراطي، جو بايدن، أسوأ اضطرابات في علاقة واشنطن بموسكو وبكين منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 30 عاما، على خلفية ملفات أوكرانيا وتايوان والطاقة وطرق التجارة العالمية.
فيما يخص روسيا
شركة “غرافيكا” كشفت “نشاطات” متعلقة بروسيا، فيما يتعلق بالانتخابات الأميركية، وقالت:
- “تم رصد نشاط لعملاء روس على منصات اجتماعية وإعلامية، تعمل على تشويه سمعة مرشحي الحزب الديمقراطي في ولايات جورجيا ونيويورك وأوهايو وبنسلفانيا، باستخدام حسابات وهمية”.
- “هؤلاء ينشرون رسوما كاريكاتورية مسيئة، تظهر المرشحين الديمقراطيين وهم يعبثون بالاقتصاد الأميركي، وتنتقد حجم الإنفاق العسكري على أوكرانيا”.
- رسومات أخرى أظهرت مرشحين يطلقون سراح تجار مخدرات، ومعها تعليقات حول الأزمات التي قالت إن “الرئيس الأميركي وحزبه الديمقراطي، افتعلاها خلال عامين فقط من توليه الرئاسة”.
- “رصد تحالف شبكة الحسابات الوهمية مع تيار اليمين المتطرف، وأعضاء بهذا التيار لهم صلة مع وكالة بحوث الإنترنت الروسية Internet Research Agency، التي تربطها علاقة وثيقة بمالك شركة (فاغنر) الروسية المتخصصة في توريد المرتزقة لمناطق الصراع، وجمع المعلومات الاستخباراتية”.
ما يتعلق بالصين
وبخصوص الصين، عرضت “غرافيكا” أيضا عمليات قالت إن “جهات تابعة للحكومة الصينية قامت بها للتأثير على الانتخابات الأميركية لصالح الجمهوريين”، أطلقوا عليها اسم “Dragonbridge”.
وبحسب الشركة الراصدة، فإن:
- “الجهات الصينية المتورطة اتبعت أساليب أخرى عن التي اتبعتها جهات فيما تعلق بروسيا، فاستخدمت أزمة العنصرية في أميركا، متهمة الحزب الديمقراطي بأنه ينشر الظلم الاجتماعي، في حين أظهرت الجمهوريين على أنهم أصحاب القيم المحافظة” .
- حذرت هذه الجهات من “إمكانية وقوع حرب أهلية بسبب هذه الممارسات”.
“عودة ترامب”
وبدوره، لا يستبعد المحلل السياسي المقيم في أميركا، صالح آدم، “وجود تدخلات روسية وصينية في سير الانتخابات الأميركية”، قائلا إن “موسكو وبكين شهدتا طفرة في العلاقات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترامب، حتى لو كان الظاهر خلاف ذلك”.
وتابع: “الدولتان تريان الآن ضرورة عودة ترامب ورجاله لصدارة المشهد، خاصة أن الديمقراطيين يعبثون بقضايا مخالفة لمصالحهما في أوكرانيا وتايوان”.
وحول ما رصدته شركة “غرافيكا”، قال المحلل السياسي:
- “انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أمر دفع روسيا والصين لاختراق الجدار الخرساني الذي تفرضه أميركا على سياستها الداخلية، وإيصال وجهات نظرهما تجاه الانتخابات، فلم يعد الأمر مقصورا على وسائل الإعلام التابعة للحزبين الجمهوري والديمقراطي”.
- “انتخابات الكونغرس مهمة جدا، لأنها تمهيدية بشكل كبير لانتخابات الرئاسة المقبلة عام 2024″.
- “أستطيع أن اجزم أن الرئيس المقبل لن يكون ديمقراطيا”.
حمى الإنفاق.. 16,7 مليارات دولار
وفي السباق المحموم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والجهات الداعمة لكل منهما، نحو أغلبية الكونغرس، فإنه بحسب أرقام وإحصاءات رسمية:
- تجاوزت التكلفة الإجمالية لانتخابات التجديد النصفي 16,7 مليارات دولار، وهو رقم أعلى من ضعف الرقم القياسي السابق الذي رصد عام 2018 بواقع 7,1 مليار دولار.
- المرشحون الفدراليون واللجان السياسية أنفقوا 8,9 مليارات دولار، بينما دفع مرشحو الولايات ولجان الأحزاب ولجان إجراءات الاقتراع 7,8 مليارات دولار في الدعاية.