وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيلتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، في روما قبيل قمة مجموعة العشرين في إيطاليا المقررة السبت المقبل.

اللقاء يأتي فيما تسعى واشنطن جاهدةً لتدوير الزوايا بعد التوتر الدبلوماسي الشديد مع فرنسا بسبب شراكة استراتيجية أعلنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا أدت إلى فسخ كانبيرا عقد شراء غواصات فرنسية.

ودفعت الأزمة بالرئيسين الأميركي والفرنسي إلى إجراء محادثتين عبر الهاتف خلال الأسابيع الأخيرة، ومؤخرا، كشف مسؤول في قصر الإليزيه أن السفير الفرنسي لدى أستراليا سوف يعود إلى كانبيرا في موعد لم يتم تحديده بعد.

واستدعت فرنسا سفيريها من واشنطن وكانبيرا منتصف الشهر الماضي، بعدما أبرمت أستراليا اتفاقا مع الولايات المتحدة وبريطانيا (تحالف أوكوس)، تسبب في إلغاء صفقة قيمتها 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية التصميم.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وصف قرار أستراليا إلغاء صفقة قيمتها 40 مليار دولار مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، بأنه “طعنة في الظهر”.

ويأتي توتر العلاقات بين أستراليا وفرنسا في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الحصول على دعم إضافي في آسيا والمحيط الهادئ وسط مخاوف من تنامي نفوذ الصين.

ويسعى مسؤولون أميركيون لإعادة المياه إلى مجاريها مع فرنسا حيث زار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، باريس في وقت سابق الشهر الحالي وأجرى لقاء ثنائياً مع ماكرون.

تقريب وجهات النظر

ويقول أستاذ العلاقات الدولية طارق فهمي إنه سيكون هناك حرص على القفز على المشكلات الفرنسية الأميركية وسيكون هناك محاولة لتقريب وجهات النظر لكن ستبقى المشكلة في إطارها الاقتصادي والاستراتيجي.

وأضاف فهمي، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “فرنسا حققت خسائر ولكنها استطاعت أن تعوذ ذلك في أسواق بديلة، فيما سيكون هناك رسالة للأميركيين بأن التحالف سيؤثر على الاستقرار الأمني الأوروبي وعلى مجمل العلاقات الأمريكية الأوروبية”.

3 ملفات رئيسية

بدوره، قال أستاذ العلاقات الدولية جهاد عودة إن هناك 3 ملفات رئيسية على طاولة لقاء بايدن وماكرون بعد ما وصف بـ”تبريد سخونة العلاقات” من جراء أزمة الغواصات.

وأضاف عودة، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن اللقاء سيشمل مباحثات حول تعزيز العلاقة عبر المحيط الأطلسي وسبل تطويرها خاصة ما بعد “أوكوس”، وكذلك مواجهة النفوذ الروسي الصيني المتزايد في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

أما الملف الثالث سيشمل عدة نقاط بينها الأوضاع في أفغانستان ومستجدات إفريقيا وخاصة الساحل والصحراء، حيث ترغب فرنسا في تعزيز الدعم الأميركي لعمليات مكافحة الإرهاب التي تقودها الدول الأوروبية هناك.

وأشار إلى أن الانتخابات الفرنسية اقتربت وسيسعى ماكرون إلى احتواء الأزمة مع الولايات المتحدة والحصول على مكتسبات اقتصادية تسهم في زيادة شعبيته سواء عبر دعم أميركي في الساحل والصحراء أو في ملفات أخرى.

skynewsarabia.com