والخميس أعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إشارة إطلاق الغواصة النووية “الإمبراطور ألكسندر الثالث”، وأقيمت مراسم استقبال الغواصة في مقر البحرية العسكرية.
وقال بوتين إن بلاده ستعمل على زيادة وتيرة بناء أنواع من السفن الحربية، و”ستبذل قصارى جهدها لحماية مصالحها في محيطات العالم”.
لكن حسب خبراء عسكريين تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن روسيا تسعى لما هو أكبر من تحديث أسطولها، بل لما وصفوه بـ”هدف روسيا الأعظم”، فماذا ينوي بوتين؟
تكتيكات البحرية 2023
يتوقع الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف أن التحركات والبناء العسكري العالمي سيختلفان عام 2023 عما قبل العملية الروسية في أوكرانيا بشكل كلي.
ويفسر مينيكايف ذلك بأن نهج الولايات المتحدة للهيمنة على المحيطات “تحد رئيسي للأمن القومي لروسيا”، وهو ما تسعى موسكو لوقفه، لذلك “أعلنت منذ شهرين عقيدتها البحرية التي سيتم تطبيقها في 2023″، وتتلخص في:
• عدم وجود عدد كاف من القواعد ونقاط التمركز خارج حدود روسيا المخصصة لتموين السفن التابعة للقوات البحرية يعد نقطة خطرة.
• تعد مضائق الكوريل والبلطيق والبحر الأسود والجزء الشرقي من البحر المتوسط مهمة للأمن الروسي.
• تطوير مرافق الإنتاج لبناء سفن حاملة للطائرات حديثة.
• الإسراع في تنفيذ برنامج “Borey-A”، الخاص بالأسلحة النووية التي تطلق من البحر.
التسليح النووي البحري
وتحدث الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية فوروجتسوف ستاريكوف، عما وصفه بهدف روسيا الأعظم في البحار، ممثلا في مشروع “Borey-A”، وهو تحويل أغلب القطع البحرية إلى أسلحة نووية تحمي الحدود.
ويعد تسليح البحرية بالنووي “رسالة إلى واشنطن التي اقتربت بشكل كبير من الخط الأحمر بمحاولتها عسكرة حدود روسيا”، وفق ستاريكوف.
واتضح تحرك روسيا جليا في المحيطات بإطلاق غواصة “الإمبراطور ألكسندر الثالث”، بعد أشهر من إطلاق الغواصة “جنرال سوفورف” النووية المسلحة بصواريخ بالستية عابرة للقارات.
ومن المنتظر أن يشهد عام 2023 دخول 4 غواصات أخرى من مشروع “Borey-A” الخدمة.
مواصفات القطع الجديدة
وتباهى الرئيس الروسي بتصميمات الغواصات والسفن السطحية الجديدة، المزودة بأنظمة الملاحة والاتصالات والصوتيات المائية الحديثة، وبأسلحة عالية الدقة.
وسلط بوتين الضوء على غواصة “الفريق سوفوروف” المسلحة بصواريخ “بولافا” البالستية، التي تزيد بشكل كبير من القدرات البحرية النووية.
ومن مواصفات الغواصات الروسية الجديد:
• حمل 16 صاروخ “بولافا” عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب.
• مجهزة بأنظمة لإطلاق طوربيدات من عيار 533 ملم وأكثر.
• نظام سونار مع استشعار مقطور ذي تردد منخفض.
• رادار متطور طراز “كيه آر إم 66 إي”.
• يبلغ مدى غواصات المشروع أكثر من 6 آلاف ميل.
• مستويات الضوضاء المنخفضة.
وتصب خطوات موسكو في مصلحة هدف تكثيف الوجود البحري وتنويعه في عدة مناطق تم تحديد بعضها، وهي المفاصل الاستراتيجية بمنطقة القطب الشمالي، كما يقول ستاريكوف.
وتلك المناطق، حسب الباحث الروسي، شملت أرخبيل “نوفايا زيمليا”، وأرخبيل “جوزيف لاند”، إلى جانب جزيرة “رانجل” القريبة جدا من الولايات المتحدة، وأرخبيل “سبيتسبيرجين”، الذي تطلق عليه النرويج اسم “سفالبارد” ويعد نقطة حدودية فاصلة بين أراضي النرويج وروسيا في القطب الشمالي.