وخلال كلمته أمام البرلمان الألماني، أكد شولتز أن استراتيجية بلاده لدعم كييف تعتمد على الدعم طويل الأمد، فيما يطلق عليه “مارشال”، موضحاً أن “أوكرانيا تحصل على الأسلحة التي تحتاج إليها بشكل خاص في المرحلة الحالية من الحرب”، وأكد أنّ بلاده ستورد الأسلحة ” اليوم، وفي المستقبل”.

كما قدم شولتز وعداً بتقديم دعم طويل الأمد لكييف لإعادة الإعمار بعد الحرب “العدوانية الروسية“، قائلا إن هذه ستكون “مهمة للأجيال”.

وأضاف: “ما نحتاجه هو (خطة مارشال) مماثلة لتلك التي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، في إشارة إلى المبادرة الأميركية التي قدمت بموجبها الولايات المتحدة مليارات لإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية”.

وخطة مارشال هي برنامج طُبق في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية بهدف إعانة الدول الأوروبية المدمَّرة، على إعادة الإعمار ورعت الولايات المتحدة هذا البرنامج، ورسم معالمه وزير خارجيتها جورج مارشال في كلمة ألقاها في جامعة هارفارد عام 1947، ثم أقرها الكونغرس تحت اسم برنامج التعافي الأوروبي.

واعتمدت الخطة بشكل محوري على عودة اقتصادات الدول الأوروبية، ومن ضمنها ألمانيا وإيطاليا، بعد الحرب، ومع نهاية الخطة عام 1951، فاق النشاط الاقتصادي -في الدول التي تلقت مساعدات فاقت قيمتها 13 مليار دولار- المستويات التي كان عليها قبل الحرب.

ويعود تاريخ الخطة إلى توسع نطاق النفوذ السوفييتي في أثناء الحرب، وما تلاها من تعاظم التوتر بين شطري أوروبا الشرقي والغربي، رأى مارشال في الشيوعية خطرًا يهدد الاستقرار الأوروبي.

في المقابل، اعتقد السوفييت أن خطة مارشال ما هي إلا محاولة تدخل في شئون البلدان الأوروبية الخاصة. وبالنتيجة، امتنعت بعض الدول التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي، مثل تشيكوسلوفاكيا وبولندا، عن قبول المساعدات الأميركية. وتسبب ذلك، ولو جزئيًا، في تخلف اقتصاد الاتحاد السوفييتي عن نظرائه في أوروبا الغربية والولايات المتحدة.

وبدأ تنفيذ الخطة بشحنات رست في موانئ هولندا وفرنسا وهي تحمل الأغذية والمواد الأساسية، تبع ذلك وصول كثير من المعدات الصناعية مثل الجرارات والتوربينات وآلات التشكيل -المخارط- إضافة إلى الوقود اللازم لتشغيل تلك المعدات.

ويقول السياسي الألماني حسين خضر لـ”سكاي نيوز عربية”، إن الاستراتيجية التي تحدث عنها المستشار الألماني في البرلمان اليوم، تتمحور حول تقديم دعم طويل الأمد لأوكرانيا وعلى عدة مستويات سواء عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً.

ويرى خضر أن السياسية الألمانية قد شهدت تحولاً كبيراً منذ بداية الحرب الأوكرانية خاصة فيما يتعلق بملف السياسات الخارجية، وقدمت برلين دعماً مستمراً لجارتها في حربها مع روسيا، كما أن الدعم سيستمر خلال الفترة المقبلة وربما يشمل قطاعات أخرى غير عسكرية في حال انتهاء الحرب وإعادة الإعمار.

ويشير خضر إلى أهمية سياسات الدعم المشتركة لتعزيز الترابط بين دول الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن روسيا سعت منذ فترة طويلة لتبديد هذا التعاون المشترك وإثارة الخلافات بين دول الاتحاد بهدف إضعافه كقوة في مواجهة مخططاتها التوسعية، على حد تعبيره.

ويؤكد خضر على حرص ألمانيا التوصل لحل سلمي بين الدولتين لمنع إراقة مزيد من الدماء ووقف المعاناة الإنسانية الخاصة بالقتلى واللاجئين، مؤكداً أن المستشار شولتز حرص على سلك كافة الطرق من أجل حل دبلوماسي سياسي من قبل بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين، ولذلك كان واجباً تقديم الدعم لأوكرانيا.

skynewsarabia.com