ووصف والاس في مقالة نشرت في صحيفة التايمز، تراس بأنها “المرشح الوحيد” الذي يتمتع بخبرة كافية لقيادة الأمة منذ اليوم الأول. وبحسب وزير الدفاع، فهو يدعم تراس لأنها “صريحة وتقول دائما ما تفكر فيه.. جلست بجانبها في اجتماعات مجلس الوزراء والاجتماعات الثنائية والقمم الدولية.. إنها تتمسك بمواقفها. وفوق كل شيء صريحة وتعني ما تقول”.

 ووفق محللين، فإن تراس وهي وزيرة الخارجية في حكومة جونسون تحظى بأسبقية على منافسها ريشي سوناك وزير المالية السابق، وسيوفر دعم والاس الذي يعتبر أحد أكثر أعضاء الحكومة شعبية، فرصة أكبر لحسم السباق في سبتمبر المقبل.

في المقابل، أقر سوناك بأنه يأتي خلف وزيرة الخارجية في السباق على خلافة بوريس جونسون في زعامة حزب المحافظين، ورئاسة الوزراء، لكنه تعهد بمواصلة المنافسة.

من المرشح الأوفر حظا؟

للإجابة عن السؤال، يقول الأكاديمي المتخصص بالشؤون الدولية، سمير الكاشف، إن تراس حظت بدعم واسع داخل حزب الحافظين، والاس ليس وحده الذي أعلن دعمه لوزيرة الخارجية البريطانية حيث حصلت على تأييد آخر من منافس سابق مؤثر وهو توم تاغنهت الذي تم استبعاده من المنافسة في جولات سابقة من التصويت.

وأضاف الكاشف، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هذا التأييد يمثل ضربة لوزير الخزانة السابق ريشي سوناك، المرشح النهائي الآخر في السباق على منصب زعيم حزب المحافظين المقبل رغم أن شعبيته أكبر بين عامة الناس الذين ليس لهم رأي في السباق.

 

وأوضح أنه عندما انحصر السباق لأول مرة بين المرشحين النهائيين، كانت تراس الأوفر حظاً بنسب قليلة، لكن الاحتمالات ظلت تتغير لصالحها، حيث توقع كثيرون أن يكون ريشي سونالك مرشحاً أفضل، لكن أداء تراس في المناظرات فاق التوقعات.

وأوضح أن تراس تمكنت من جذب الاهتمام من خلال تطرقها إلى مواضيع مثل قطاع النقل والدعم البريطاني لأوكرانيا، ودعم المزارعين المحليين، بعد فترة من التباين حول مواقفها الاقتصادية والسياسية وتأييدها لجونسون الذي جعل هناك انقساما حولها بين أعضاء حزب المحافظين، لافتا إلى أنها تحاول أن تسير على خطى المرأة الحديدية مارغريت تاتشر عبر سياسة خارجية متشددة وتعهدها برفع الميزانية العسكرية.

وفي أول خطاب انتخابي رسمي أمام أعضاء حزب المحافظين، أقر سوناك بأن التعهد الذي قطعه على نفسه بعدم خفض الضرائب الشخصية حتى يتم السيطرة على معدلات التضخم، لم يحظ بقبول شعبي واسع، قائلا: “على الرغم من أن هذا الأمر لم يجعل حياتي سهلة، فإنه الشيء الصادق الذي يجب القيام به”.

 على الجانب الآخر، حظيت تراس، التي تعهدت بخفض الضرائب بمجرد توليها منصب رئيس الوزراء، باستقبال حار خلال حشد انتخابي في ليدز بشمال إنجلترا، وتعهدت بإجراء “مراجعة كاملة” لنظام الضرائب في بريطانيا، وقالت إنه “معقد للغاية” ويجب أن يكون عادلا بالنسبة للأسر.

وأعلن في المجموع 11 برلمانيا في السابق عن رغبتهم في الترشح لمنصب زعيم المحافظين ورئيس وزراء بريطانيا، وجرت تصفية تسعة منهم في مراحل سابقة.

وجرت في الأسبوع الماضي، الجولة الخامسة من تصويت أعضاء البرلمان من حزب المحافظين في بريطانيا لانتخاب زعيمها، الذي سيصبح أيضا رئيسا للوزراء في البلاد. ووفقا لنتائجها، وصل اثنان من المرشحين إلى الجولة النهائية في السباق الانتخابي، وهما ليز تراس ووزير المالية السابق ريشي سوناك.

وفي الجولة الأخيرة، سيتم اختيار الفائز من المرشحين النهائيين من قبل جميع أعضاء الحزب، الذين يبلغ عددهم اليوم حوالي 200 ألف، وسيجري التصويت عبر البريد وينتهي في الساعة 5:00 مساء بالتوقيت المحلي يوم 2 سبتمبر، ومن المتوقع إعلان النتائج يوم 5 سبتمبر، حين يستأنف البرلمان عمله بعد العطلة الصيفية.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي حل محل تيريزا ماي في رئاسة الوزراء في عام 2019، قد أعلن في 7 يوليو أنه سيتنحى عن منصب رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين، بعد سلسلة من الفضائح والإخفاقات الاقتصادية التي دفعت غالبية وزراء حكومته للاستقالة.

skynewsarabia.com