وخلال الاجتماع، شدد ميدفيديف، وهو رئيس روسيا السابق، على أهمية الوفاء بالتزامات المجمع الصناعي العسكري لتعويض ما لم يتم القيام به في عام 2022 من إنتاج أسلحة، وبالأخص القذائف وأنظمة الدفاع الجوي والمسيرات.

تحذيرات ميدفيديف واستعانته برسالة ستالين، تُشير بحسب وجه النظر الأوكرانية لأزمة تسليح داخل الجيش، بينما يرى باحث روسي أن الاجتماع هدفه تطوير الصناعة العسكرية والاستفادة من الغنائم الغربية الواقعة في يد روسيا لدراستها.

 وما بين وجهتي النظر اللتين أدلى بهما صاحبيهما لموقع “سكاي نيوز عربية” هل تعاني روسيا حقا من نقص في التسليح؟

“أزمة من بداية العام”

نعومكن بورفات، المتخصص في السياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، يرى أنه “من الطبيعي أن يكون هناك أزمة في التسليح رغم نفي موسكو المستمر”، ساردا عدة مؤشرات من وجهة نظره:

  • روسيا لم تتوقع أن تستمر حربها لأكثر من عام دون أي نتيجة حاسمة.
  • استعانة موسكو بالسلاح الإيراني وبالأخص المسيرات في القصف بدلًا من القذائف.
  • الخلاف المشتعل بين من أسماهم مرتزقة “فاغنر” والجيش الروسي حول الذخائر.
  • اجتماع ميدفيديف الأخير وإقراره بضرورة تعويض نقص العام الماضي.
  • المعارك في مدينة باخموت أرهقت بالفعل القوات الروسية، واستنزفت الذخيرة.

تفاصيل الاجتماع

نشر ميدفيديف لقطات على الإنترنت وهو يقرأ برقية كتبها ستالين عام 1941 إلى مصنع يطالبه بتسريع إنتاج أجزاء الدبابات، قال فيها ستالين: “إذا تبين خلال أيام قليلة، أنكم تنتهكون واجبكم تجاه الوطن، فسأبدأ في أن أوسعكم ضربا كالمجرمين”، وفق ما نشرته وكالات أنباء.

ومما تسعى له موسكو في ملف التسليح:

  • ستكون أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة ذات أهمية قصوى لمواجهة راجمات الصواريخ أميركية الصنع “هيمارس”.
  • دراسة صواريخ جافلين وNLAW الموجهة المضادة للدبابات.
  • توفير حماية أكبر للمركبات المدرعة في المعارك.
  • دراسة الطائرات بدون طيار وجميع الأنظمة التي تتعلق بالاتصالات ونقل المعلومات.

ميدفيديف الأكثر تصعيدًا

منذ اندلاع حرب أوكرانيا فبراير 2023، ومنسوب التصعيد في تصريحات ميدفيديف في ارتفاع:

  • في سبتمبر الماضي لوَّح باستخدام الأسلحة النووية قائلا: “إن موسكو ستستخدم كل سلاح في ترسانتها، بما في ذلك الأسلحة النووية الاستراتيجية لحماية الأراضي التي تنضم إلى روسيا في أوكرانيا”.
  • الجمعة قال لوكالات أنباء روسية إن قوات بلاده يمكنها أن تزحف إلى كييف أو لفيف في أوكرانيا.
  • أعلن أن الأسلحة القادمة إلى كييف والمتخصصون الأجانب الذين وصلوا معها أهداف مشروعة لموسكو.
  • ومؤكدا استمرار بلاده حتى تحقيق أهدافها في الحرب قال: “لقد تغير العالم، وتغير بشكل جذري لم أكن أتخيله قبل بضع سنوات، ولا يوجد طريق للعودة، ولن تكون الأمور على ما كانت عليه، جيد هذا أم سيئ”.

ويعلق الأكاديمي الروسي في جامعة “الصداقة بين الشعوب” في موسكو، ديميتري بريجع، بأن ميدفيديف ينتهج أسلوب تصعيد أشد من وزير الدفاع الروسي وقائد مجموعة “فاغنر” المسلحة.

ويلفت بريجع إلى أن ميدفيديف تحدث أيضًا خلال الاجتماع أهمية زيادة عدد أفراد الجيش، لحسم المعارك.

أمر قديم لافت يُذكِّر به بريجع، وهو أن ميدفيديف سبق وجمعته صداقة قوية بالرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، ولكنه تحول بشكل كبير من ليبرالي منفتح على الغرب، إلى أكثر شدة من النظام الحاكم في روسيا ضد الغرب.

skynewsarabia.com