ومدينة كالينينغراد هي جيب غربي روسيا يقع بين الدولتين الأوروبيتين ليتوانيا وبولندا على بحر البلطيق، ومنذ 2012 زودتها موسكو بنظام الدفاع الصاروخي الروسي “إس-400” بعيد المدى، كما أرسلت صواريخ “إسكندر” ذات الرؤوس الحربية النووية ما جعل السلاح النووي قريب لمدن أوروبا.

ووفق مراقبين ترى موسكو أن توسّع حلف الناتو بشمال غرب أوروبا قرب حدودها يقوم على خطط بعيدة المدى، وأن ضم فنلندا والسويد للحلف جاء لفرض حصار على جيب كالينينغراد والأسطول الروسي ببحر البلطيق.

جيب يهدد أوروبا

وأجرى الجيش الروسي في كالينينغراد في مايو الماضي، محاكاة لعملية إطلاق صواريخ نووية على مواقع معادية متخيلة في أوروبا.

وعلى إثر ذلك أعربت السويد عن تخوفها من استخدام تلك المنطقة في شن هجوم بحري على جزيرة غوتلاند التابعة لها ببحر البلطيق.

ويقول حلف الناتو إن موسكو قد تستخدم المنطقة، لمهاجمة بولندا وليتوانيا عبر إنشاء ممر بري من أراضيها إلى بيلاروسيا.

وتقول مجلة “الإيكونومست” البريطانية، إن موسكو تستخدم إقليم كالينينغراد لتهديد أوروبا، كون الميناء التابع للجيب يخلو من الجليد طوال العام، عكس الموانئ الروسية، كما أنه يعد موطنا لأسطولها في البلطيق.

وأكدت أن “جيب كالينينغراد يحتوي بالفعل على أسلحة نووية روسية”.

كما يرى جوناس كيلين، المحلل العسكري بوكالة “فوي” لأبحاث الدفاع، إن كالينينغراد منطقة عازلة طبيعية توفر خط الدفاع الأول لروسيا من الغرب، مشيرًا إلى أنها مليئة بأنظمة الرادار التي توفر المراقبة الجوية لوسط أوروبا.

أهمية كالينينغراد

وتساوي مساحة المدينة إيرلندا الشمالية، فيما تأسس ميناؤها عام 1255، وازدهرت باعتبارها العاصمة التجارية لشرق روسيا لعدة قرون.

وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، خسرت ألمانيا أراضيها أمام الاتحاد السوفيتي، وأعيد توطينها بالروس والبيلاروسيين، وأطلق على المنطقة اسم السياسي البلشفي ميخائيل كالينين.

وحتى 4 يوليو 1946، كانت المدينة تحمل اسم كونيغسبيرغ، وجري تغيير اسمها إلى كالينينغراد في ذات العام بعد هزيمة برلين لتصبح أرضا روسية للأبد.

وعندما حصلت جمهوريات البلطيق على استقلالها عام 1991، تم عزل الإقليم وسكانه البالغ عددهم 950 ألف نسمة عن بقية روسيا، فيما بات يعاني السكان مشكلات اقتصادية بسبب قلة الاستثمارات، رغم دعم الحكومة الروسية.

نقطة جدل

وعلى مدار الأيام الماضية كانت المنطقة مثار جدل بين روسيا ودول أوروبا، إذ طالب نائب وزير الدفاع البولندي السابق روموالد شيريميتييف، بضرورة “نزع سلاح كالينينغراد”، واصفا المنطقة بـ”برميل بارود يجلس عليه الناتو.”

كما زعم الجنرال البولندي فالديمار سكشيبتشاك بأن ملكية الإقليم تعود لبولندا، فيما رد عليه السفير الروسي لدى وارسو، سيرجي أندريف: “الجنرالات البولنديين المتقاعدين مغرمون بالدردشة حول مواضيع مختلفة لجذب الانتباه”.

كما ذكرت صحيفة “هلسنغن سانومات” الفنلندية، السبت، أن قوات الدفاع الفنلندية أبرمت عقود إيجار مع مالكي الأراضي المتاخمة لروسيا لبناء تحصينات على الحدود، وستدفع تعويضات لأصحابها بقيمة 5000 يورو للهكتار.

ومنذ أيام بدأ حلف الناتو تدريبات بحرية ضخمة في بحر البلطيق قرب المنطقة الروسية لمدة أسبوعين بمشاركة 16 دولة فيهما فنلندا والسويد.

والجمعة الماضي، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن الوضع في المنطقة العسكرية الغربية يزداد توترا بسبب تصاعد التهديدات قرب الحدود الروسية، وفقا لوكالة سبوتنيك.

وأضاف: “هذا العام وحده، وبالقرب من منطقة كالينينغراد، قامت السفن الأميركية المزودة بأسلحة موجهة بأداء 6 مهام وإطلاق صواريخ كروز”.

ويقول المختص في الشأن الروسي أشرف الصباغ إن منطقة كالينينغراد، هي جيب روسي منفصل عن أراضي البلاد، يطل على بحر البلطيق في أقصى غرب روسيا، ويعتبر “خنجر لروسيا في خاصرة أوروبا”.

ويضيف لموقع سكاي نيوز عربية، أن الناتو يهدف لحصار كالينينغراد وأسطول بحر البلطيق الروسي، وهي خطوة في غاية الخطورة قد تجر المنطقة إلى حرب أوسع من نزاع أوكرانيا.

ويضيف أن “توسع الناتو في شمال غرب أوروبا قد يفرض حصارا محتملا على كالينينغراد وأسطول الروسي بالبلطيق وهو أمر لن تقبله موسكو”.

skynewsarabia.com