يتحدّث خبير عسكري لموقع “سكاي نيوز عربية” عن توقعاته للخطوات المقبلة التي قد تتخذها الصين لحماية عمّالها في القارة، ولم يستبعد أن يكون من ضمنها تأسيس شركات على غرار “فاغنر” الروسية المسلحة، إضافة لوجود شرطي صيني على الأرض.
مخاطر يتعرض لها العمال
خلال السنوات الأخيرة، وقّعت الصين أكثر من 40 اتفاقية أمنية مع دول في إفريقيا لتمكين أجهزتها المعنية من حماية العمال الصينيين من الهجمات، حسب صحيفة “ساوث أتشينا”.
إلا أن الهجمات مستمرة، وفي مارس الماضي قتل 9 عمال صينيين في هجوم شنه مسلحون في موقع لتعدين الذهب في جمهورية إفريقيا الوسطى، فضلا عن عشرات الهجمات وعمليات الخطف التي تعرض لها صينيون في ليبيا ونيجيريا والكونغو وأوغندا، في أوقات سابقة.
استراتيجية أمنية جديدة
من هنا وضعت بكين استراتيجية تمزج بين ملاحقة مرتكبي الجرائم ضد مواطنيها، وتقديم الدعم لأجهزة الشرطة والجيش في الدول التي تشهد عدم استقرار.
من ملامح هذه الاستراتيجية حسب ما رصده تقرير لخبير الأمن الإفريقي الصيني، بول نانتوليا:
• أرسلت الصين محققين جنائيين إلى نيجيريا بعد ارتفاع عمليات الخطف والهجمات على الصينيين.
• شارك جنود من الجيش الصيني في يناير 2022 في عملية بأوغندا لاعتقال وترحيل 4 مواطنين صينيين ارتكبوا جرائم كبيرة.
• تعزيز معايير الشرطة الصينية داخل قوات الشرطة بإفريقيا؛ حيث تلقى أكثر من 2000 من أفراد الشرطة وموظفي إنفاذ القانون بعدة دول تدريبات في الصين بين عامي 2018 و2021، وتم بناء مدارس لتدريب الشرطة ومراكز للشرطة في أجزاء كثيرة من القارة.
• وقّعت وزارة الأمن العام الصينية اتفاقيات مع إثيوبيا وجيبوتي وكينيا ونيروبي لحماية المشاريع الكبرى التي تدعمها الصين.
• هناك برنامج مشترك بين وزارة الداخلية الجزائرية والسلطات المحلية والأكاديمية الصينية للحكم، وتخرج فيه أكثر من 400 من أفراد الشرطة، وإنفاذ القانون، والخدمة المدنية الجزائرية بين عامي 2015 و2018.
• أنغولا وموزمبيق وليسوتو وجنوب إفريقيا وزامبيا وزيمبابوي وموريشيوس وسيشل ومدغشقر وتنزانيا، دول مدرجة أيضًا في القائمة الطويلة للدول التي تتعاون مع الصين في إنفاذ القانون.
• هناك عمليات شرطية مشتركة قامت بها الصين بالفعل مع قوات شرطية في إفريقيا.
• الصين مستعدة لتزويد البلدان النامية الأخرى بـ5000 فرصة تدريب خلال السنوات الخمسة المقبلة لتدريب المهنيين على معالجة قضايا الأمن العالمي.
“فاغنر” صينية
يعلّق الخبير العسكري، جمال الرفاعي، بأن تأمين المصالح التجارية والاقتصادية للصين في إفريقيا “أمر ضروري”، مع تجاوز تبادلها التجاري مع القارة 200 مليار دولار، وزيادة الهجمات ضد عمالها.
يرسم الرفاعي لموقع “سكاي نيوز عربية” صورة لما تفعله “أمنيا” الدول المنافسة للصين في إفريقيا، والمتوقع أن تتخذه بكين بدورها:
• روسيا تؤمّن استثماراتها بمقاتلي شركة “فاغنر”، وأميركا تؤمن استثماراتها بقواتها العاملة في القارة “أفريكوم“.
• الصين حتى اللحظة لا يوجد كيان عسكري واضح يحمي مصالحها سوى قواتها في القاعدة العسكرية بجيبوتي، التي هي عينها في القارة.
• للصين منافسون قد يرغبون في إفشال وجودها في القارة.
• مع تزايد الهجمات على العمال، توقع بلدانهم بروتوكولات لحمايتهم، لكن الصين تحتاج لما هو أكثر من البروتوكولات، مثل الإمدادات العسكرية والوجود الشرطي على الأرض.
• لذلك غير مستبعد أن تؤسس بكين شركة مثل “فاغنر” الروسية، وهناك كيانات عسكرية صينية لم تُسمَّ نفذت فعلا عمليات داخل إفريقيا، وظهرت في إجلاء الرعايا من السودان.