وستمتد البعثة، التي سيكون مقرها بروكسل، لمدة عامين بميزانية تقارب 107 ملايين يورو.
وتبنى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم في بروكسل، خطة لتوفير نحو 500 مليون يورو من الأموال الإضافية للمساعدة في إرسال معدات عسكرية إلى كييف.
وناقش وزراء خارجية التكتل في اجتماعهم 4 ملفات بارزة، على رأسها استمرار الحرب في أوكرانيا، ومستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
كما تطرق النقاش إلى القضايا المتعلقة بمؤتمر المناخ المقبل “كوب 27” الذي تستضيفه مصر الشهر المقبل، إضافة للأوضاع في إثيوبيا.
مضاعفة الدعم العسكري
وتعليقا على تشكيل بعثة التدريب العسكري، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: “اليوم نضاعف دعمنا لأوكرانيا للدفاع عن نفسها من العدوان الروسي، إذ ستقوم بعثة المساعدة العسكرية بالاتحاد الأوروبي بتدريب القوات المسلحة الأوكرانية حتى يتمكنوا من مواصلة قتالهم الشجاع”.
ووفق بيان للاتحاد الأوروبي، حصل عليه موقع سكاي نيوز عربية، فإن الهدف من البعثة هو المساهمة في تعزيز القدرة العسكرية للقوات الأوكرانية لإجراء عمليات عسكرية بشكل فعال، للسماح لكييف بالدفاع عن سلامتها الإقليمية داخل حدودها وممارسة سيادتها وحماية المدنيين.
ومن المقرر أن يتولى المدير العام لهيئة الأركان العسكرية للاتحاد الأوروبي نائب الأدميرال هيرفي بليجان، قيادة البعثة التي يستمر عملها لمدة عامين.
وتستهدف البعثة التي من المقرر أن تكون جاهزة للعمل بحلول منتصف نوفمبر المقبل، تدريب نحو 15 ألف جندي أوكراني، بشكل رئيسي في بولندا وألمانيا.
وجرى طرح فكرة مهمة المساعدة العسكرية للاتحاد الأوروبي لأول مرة من قبل جوزيب بوريل في ورقة غير رسمية صدرت في أغسطس بعد طلب من أوكرانيا.
وقال المتحدّث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء يواصلون تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، مشيرا إلى الاستعداد لإرسال بعثة تدريب لمساعدة الجيش الأوكراني.
ولا يرى بوينو أن بعثة التدريب العسكري تمثل “تصعيدا للحرب”، مضيفًا: “إنما نعتبره الشيء الصحيح الذي يجب فعله؛ حيث إنه عندما تواجه دولة العدوان من قبل دولة أخرى، فإن لها الحق في الدفاع عن نفسها وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة“.
ومع ذلك، فلا يمكن للاتحاد الأوروبي المشاركة مباشرة في هذه الحرب، لأن ذلك من شأنه أن يزيد من خطر نشوب صراع نووي، وفق المتحدث باسم التكتل.
جزء مهم للقتال
من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي سمير راغب، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، أن تدريب القوات هو جزء مهم من الدعم الغربي الموجهة لأوكرانيا، إلى جانب الدعم السياسي والتخطيط العسكري والتعاون الاستخباري والإمداد بالأسلحة والذخيرة.
وقال راغب إن “توريد السلاح سيصبح دون جدوى كبيرة دون وجود تدريب جيد للقوات على استخدامه، والمهارة في ميدان القتال”، لافتًا إلى أن بريطانيا حملت على عاتقها مهمة التدريب للقوات الأوكرانية منذ بداية العملية العسكرية بواقع 10 آلاف مقاتل، في حين كان الدعم الفرنسي في هذا الملف “خجولًا”.
وأوضح أن هناك أسلحة جديدة ستدخل في حزم الإمداد إلى كييف، وتحتاج إلى تدريب تكتيكي ولوجيستي، ومن ثم شهد اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي توزيعا لالتزامات الدول بشأن قضية التدريب، مع زيادة العدد المقرر تدريبه تزامنًا مع تصاعد المواجهات مع روسيا.
ويرى الخبير العسكري أن هناك ملامح جديدة لتصاعد المواجهات بين موسكو وكييف، ففي الوقت الذي ينفّذ فيه الجانب الروسي تعبئة جزئية، فإن ذلك يستدعي زيادة القوة العسكرية في أوكرانيا وتدريبها بشكل متميز.