وأعلن الجيش النيجيري استسلام الآلاف من “بوكو حرام” في الأسابيع الأخيرة بعد مقتل زعيم الجماعة أبو بكر شيكاو مايو الماضي، وتصدع الجماعة إلى جماعتين متصارعتين.

وبحسب مسؤول بالجيش، فإن الاستسلام يؤكد نجاح الجيش في مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن المسلحين وعائلاتهم بدأوا الاستسلام بعد مقتل شيكاو خلال معركته مع تنظيم “ولاية غرب إفريقيا” المنافس التابع لتنظيم “داعش“.

وبدأ الصراع بين الجيش و”بوكو حرام” منذ 12 سنة، بعد تأسيسها في 2004 على نهج حركة طالبان الأفغانية.

وبعد ظهور داعش 2014، انقسمت الجماعة إلى اثنتين، أحدهما أطلق على نفسه “ولاية غرب إفريقيا” وتصارعا على النفوذ.

والاثنين الماضي اقتحم المئات من “ولاية غرب إفريقيا” بلدة “ران” الواقعة على الحدود مع الكاميرون، وقتلوا 17 شخصا، وطردوا الجنود النيجيريين من قاعدتهم واحتلوا المنطقة لساعات، ما تسبب في نزوح جماعي للسكان إلى الكاميرون، قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة على المدينة بإسناد جوي.

دوافع الاستسلام

وقال حاكم ولاية بورنو باباجانا زولوم، شمالي نيجريا، خلال اجتماع قبل أيام مع المسؤولين الإقليميين عن المستسلمين إنه “لدينا حوالي 3000 منهم بين أيدينا”، لافتا إلى أن العديد منهم نساء وأطفال وما بين 600- 400 مزارع ممن أجبروا على العمل في المنطقة التي كانت تسطير عليها “بوكو حرام”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

ويرى المحلل السياسي أحمد بسيوني، الخبير في الحركات الإرهابية، في تعليق لموقع “سكاي نيوز عربية” أن مقتل زعيم “بوكو حرام” أبو بكر شيكاو لا يعني أبدا نهاية الجماعة، لأن هناك الكثير من عناصرها يعملون على الأرض.

أما عن دافع استسلام بعض أعضاء “بوكو حرام” فأرجعه إلى وفاة قائد التنظيم، فضلا عن نجاح الجيش في مواجهة الجماعة وتضييق الخناق عليها.

كما ترصد تقارير أن بعض المستسلمين دفعهم لذلك شدة الصراع بين “بوكو حرام” وتنظيم “ولاية غرب إفريقيا” الذي لا يتوانى عن قتل معارضيه من “بوكو حرام”.

وسبق أن قال بولاما بوكارتي، المحلل المتخصص في شؤون “بوكو حرام” لدى معهد توني بلير للتغيير العالمي، إن داعش “يبسط سيطرته على المنطقة بأكملها، ومنطقة بحيرة تشاد و(معقل شيكاو الزعيم المقتول لبوكو حرام)، بحسب ما نقلته “رويترز”، ما يعني أن انحسار الوجه القديم لـ “بوكو حرام” لا يعني انحسار وجهها الجديد المنشق عنها، ولكنه يحمل نفس الفكر والأهداف، وهو تنظيم “ولاية غرب إفريقيا”.

 

صفقة الـ”سوبر توكانوس”

يأتي ذلك فيما قام سلاح الجو الأميركي بنشر اتفاقية تدريب عسكري مع سلاح الجو النيجيري بتدريب عشرات الطيارين النيجيريين على استخدام طائرات “سوبر توكانوس A-29″، وفق بيان للسفارة الأميركية في العاصمة النيجيرية أبوجا.

وذكرت صحيفة “ديفينس نيوز” العسكرية أن هذه الطائرات هي الأنسب لمكافحة الإرهاب الذي يختبئ في البراري، وأن هذه الطائرات هي نفسها التي استخدمتها القوات الأفغانية ضد حركتي القاعدة وطالبان.

skynewsarabia.com