ومع عدم حسم الاتحاد الأوروبي خلال قمته الأخيرة في فرساي، البت في طلب انضمام كييف له وإبقاء الملف معلقا، يرى مراقبون أن ذلك سينعكس مباشرة على تبديد الرهانات الأوكرانية على الظفر بعضوية الناتو، مؤكدين أن الانضمام الأوكراني لحلف الناتو بات شبه مستحيل في ظل الوقائع الجديدة التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية .

تعليقا على ذلك، يقول عماد أبو الرُب، رئيس مركز الحوار الأوكراني للتواصل والحوار، من العاصمة الأوكرانية، كييف، في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، “عندما وجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا تريده تابعا لها وتحت وصايته، اتجه صوب أوروبا والناتو، ليس من باب معاداة روسيا أو لإيذائها، لكن لإيجاد مظلة حماية لبلاده، وهكذا فالوعود الأوروبية والأميركية المغدقة عليه كانت كبيرة جدا، من قبيل أننا سنحميكم وندافع عنكم بقوة، ولن نسمح بالاعتداء عليكم وسندعمكم بلا حدود”.

وأضاف: “لذلك، تعاطى زيلينسكي بلغة الند، ومن موقع قوة وعدم رضوخ مع روسيا في مواجهته لتهديداتها، لكنه فوجئ بتصريح الرئيس الأميركي جو بايدن بعد بدء الهجوم الروسي، حول الدفاع عن كل شبر من أرض دول حلف الناتو، وهو ما شكل موافقة ضمنية من واشنطن على دخول روسيا لأوكرانيا”.

وتابع الباحث: “طالما توجه زيلينسكي عبر الإعلام مخاطبا لناتو أكثر من مرة، حول ما الذي سيفعله لدعم أوكرانيا وإنقاذها من البراثن الروسية، وما إذا كان مؤيدا بالفعل، لا سيما أننا على مشارف الأسبوع الرابع من الحرب”.

خيبة أمل أوكرانية

ويضيف رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار “الآن مع تواصل الحرب وما خلفته من مآس إنسانية ومن دمار، فإن زيلينسكي يقول للناتو، ما عدنا نريد الانضمام لحلفكم، ورسالته هنا فحواها، ما الجدوى من ذلك الانضمام طالما أنكم تركتمونا وحدنا ولم تدافعوا عنا، وستكشف الأيام القليلة القادمة ما إذا كان الغرب سيغير مواقفه أم لا، ومع الأسف يبدو حتى الآن أن السيناريو العسكري هو الغالب دون بوادر لحلول وتسويات سلمية”.

أما لانا بدفان، الباحثة في العلاقات الدولية والأوروبية في مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، فتقول في حوار مع “سكاي نيوز عربية”، “الوعود والتحريضات الغربية لكييف وإيهامها بالاستعداد لضمها للناتو والاتحاد الأوروبي، قادها في النهاية إلى التعنت والدفع نحو الحرب مع روسيا، ولولا تلك الوعود الغربية لما شهدنا أصلا اندلاع هذه الحرب، ولربما كان ممكنا تفاديها عبر الاتفاق منذ البداية على أن تكون أوكرانيا دولة محايدة”.

وأضاف أنه مع “الضخ الإعلامي الغربي المتواصل ضد روسيا وفرض العقوبات القاسية عليها، بات الرئيس الأوكراني زيلينسكي يعتقد أن الغرب سيذهب بعيدا في دعمه، لحد مطالبته له بفرض حظر حوي فوق أوكرانيا، وهو الأمر الذي قالت موسكو إنه سيقود لتوسيع الحرب لتصبح مع الناتو، وهذا الأمر واضح تماما أن الغرب يخشاه ويتجنبه”.

وتضيف الباحثة في العلاقات الدولية “فهو ( زيلينسكي ) كان يعول بشكل غير منطقي على الناتو والغرب لحمايته لكن حلف الناتو خيب آماله، وأعلنها صراحة أكثر من مرة أنه له يتدخل في الصراع إلا في حال تعرض بلد عضو في الحلف لأي اجتياح روسي حسب قوله، كما أن الرئيس الأميركي، بايدن، أكد عدم التدخل العسكري في الصراع، وهكذا باتت أوكرانيا في ورطة كبيرة بفعل تعويل زيلنيسكي غير الواقعي على واشنطن والعواصم الأوروبية”.

وترى لانا أن “الغرب ورط كييف في حرب خاسرة مع موسكو، وجعل أوكرانيا ساحة حرب وتصفية حسابات مع الروس، أما المواطنون الأوكرانيون، لا سيما من أصبحوا لاجئين مع الأسف، فيدفعون حاليا ضريبة سياسات زيلينسكي ورهاناته الخاسرة على الغرب، وأحلامه المتبخرة في نيل عضويتي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو”.

skynewsarabia.com