وضع المعارضة “معطل”
وقبل أشهر من انتخابات البلديات المقررة مارس 2024، يبدو تحالف “الأمة”، وبتعبير باحث تركي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، مجمدا ومعطلا.
كل حزب غارق في أزماته الداخلية التي فجَّرها خسارة التحالف لانتخابات الرئاسة، وتراجعه في الانتخابات التشريعية مايو الماضي.
وتشكل تحالف “الأمة” المعارض قبل الانتخابات الرئاسية، وشمل: حزب الشعب الجمهوري بقيادة كمال كليتشدار أوغلو، حزب الخير بقيادة ميرال أكشنر، حزب السعادة بقيادة تمل كرم الله أوغلو، الحزب الديمقراطي بقيادة غولتكين أويسال، حزب الديمقراطية والتقدم بقيادة علي باباجان، حزب المستقبل بقيادة أحمد داود أوغلو.
انفراط العقد
حزب الشعب الجمهوري
- تأسس عام 1923 على يد مصطفى كمال أتاتورك، وحمل فكره العلماني القومي الخاص بتأسيس الجمهورية على أنقاض دولة الخلافة العثمانية.
- يواجه صراعا على القيادة؛ حيث تطالب مجموعة يقودها أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، باستقالة رئيس الحزب الحالي، كمال كليتشدار أوغلو، بدعوى فشله في انتخابات الرئاسة، فيما تؤيد مجموعة أخرى بقائه، معتبرة وصوله للجولة الثانية من الانتخابات نجاحا في حد ذاته.
- في حال تمادي الخلافات قد تسفر عن تفكك أكبر أحزاب المعارضة؛ وهو ما سيصب في صالح تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية.
حزب الخير
- تأسس عام 2017، باتجاهات قومية.
- تمكنت رئيسته ميرال أكشنر من لملمة شتات حزبها بعد توالي استقالة قيادات ومؤسسين منه، إلا أنه ما زال يشهد خلافا حول القيادة وإدارة الحزب.
الثلاثي المحافظ
- تشترك أحزاب “السعادة” و”المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم” في الاتجاه المحافظ، والحزب الأول خارج من عباءة أحزاب رئيس الوزراء الأسبق نجم الدين أربكان، والحزبان الأخيران منشقان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم.
- استفاد الثلاثة من الانضمام لتحالف الأمة في حصد مقاعد في البرلمان لم يكونوا ليحصدوها لو خاض كل حزب الانتخابات منفردا.
- فشلت المفاوضات التي جرت بين الثلاثة على تكوين مجموعة برلمانية مشتركة، وانتهى الأمر بتحالف حزبي “المستقبل” و”السعادة” على تكوين مجموعة برلمانية بينهما.
- متوقع أن يخوض حزبا “المستقبل” و”السعادة” الانتخابات المحلية مشتركين.
- أما حزب “الديمقراطية والتقدم” فإنه يرغب في خوض الانتخابات البلدية بمرشحيه مثلما سيفعل حزب الخير.
الحزب الديمقراطي
- من أقدم أحزاب تركيا، تأسس عام 1946، باتجاه قومي، أُعيد تأسيسه بأسماء مختلفة عدة مرات.
- له 3 نواب فقط في البرلمان.
أسباب الانهيار
المحلل السياسي التركي، هشام غوناي، يشرح ما يراها أسباب تفكك تحالف الأمة عقب خسارة الانتخابات:
- الأهداف التي بني عليه تحالف الأمة، وهي الفوز وإنهاء سيطرة الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية على الحياة السياسية، انتهت بالهزيمة في الانتخابات.
- تمسك كمال كليتشدا أوغلو بمنصب رئاسة حزب الشعب الجمهوري، ورفضه تحمل مسؤولية الخسارة.
- تقدم كليتشدار أوغلو في السن (74 عاما) جعل شركاءه يتشككون في قدرته على قيادة التحالف في الفترة القادمة، وأنه يجب البحث عن وجوه أصغر سنا يمكنها المنافسة مستقبلا على الرئاسة.
- الصراع بين كليتشدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو على قيادة الحزب، سبب نفورا لدى باقي أحزاب التحالف.
- ميرال أكشنر وحزبها كانا رافضين لترشيح كليتشدار أوغلو لرئاسة البلاد، وهو ما أحدث شرخا في التحالف قبل الانتخابات؛ وبالتالي لا يوجد لديها دافع لاستمرارها في التحالف مستقبلا.
- الأحزاب أصبحت تتحرك بشكل منفرد دون التنسيق فيما بينها، وكل حزب يبحث عن مصلحته الخاصة.
- التحالف أصبح معطلا أو مجمدا في الوقت الحالي؛ لأنه أصبح بلا جدوى، ولا يوجد أي هدف أو معنى للحفاظ عليه.