وفي تصريح مثير قال لوكاشينكو إن كييف إن لم تتوصل لاتفاق مع موسكو خلال المفاوضات الجارية برعايته، فستكون النهاية أن توقع على وثيقة استسلام.
وفشلت عدة جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في وقف الحرب، ويبدو أن كلا الطرفين يرفض شروط الآخر للتهدئة.
فما الذي يقصده لوكاشينكو بوثيقة الاستسلام التي قد تنتهي بها المفاوضات؟ وماذا يمكن أن تتضمن من بنود؟ وكم دولة رضخت ووقعت مثل هذه الاتفاقيات من قبل؟ وكيف ستبدو نهاية الحرب الجارية في أوكرانيا؟
يقول المحلل العسكري والخبير في شؤون ترسيم الحدود إبراهيم محمد، إن “اتفاقية الاستسلام وثيقة سياسية من الدرجة الأولى تتحكم في أمور عسكرية، وتنتهي بمقتضاها الحرب”.
وحسب تعليقات محمد لموقع “سكاي نيوز عربية”، فإن “الدولة التي توقع على هذه الوثيقة يكون توقيعها اعترافا رسميا بأنها ارتكبت أخطاء في حق الدولة المنتصرة، وأنها ستقبل بكل الشروط التي تضعها الأخيرة مقابل إنهاء الصراع، وإعطاء النظام الحاكم في الدولة المهزومة أمانا جزئيا وسيطرة غير فعلية على أراضيه”.
ويتابع: “الدول المهزومة عند توقيعها تضطر للتنازل عن جزء من الأرض أو تفقد نفوذها، أو تفكك جيشها أو تغيير أيديولوجيته بشكل نهائي، كما أن نقاط التماس التي توضع تكون داخل الدولة المهزومة، وهذه يكفي بالتأكيد لإعلان إخضاعها لسيطرة الدولة المنتصرة، وإشارة لوجود تغير جغرافي”.
أشهر الوثائق
ومن أشهر وثائق الاستسلام في التاريخ الحديث تلك التي وقعتها اليابان وألمانيا، حين رضختا للحلفاء في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وتنازل البلدان عن جزء من أراضيهما، والتزما بعقود باستراتيجية وضعها الحلفاء لبناء جيش له خطوط حمراء لا يتعداها، بحسب المحلل العسكري.
وفي هذه الحالة يتم اللجوء لقوات محايدة للإشراف على تنفيذ الوثيقة.
ماذا ستطلب روسيا؟
وفق المحلل السياسي المقيم في أوكرانيا آدم صالح، فإنه “في حال نجحت روسيا في كسر الجيش الأوكراني أو احتلال العاصمة بالكامل، أو إعلان قادة الجيش الأوكراني أن المقاومة أصبحت مستحيلة، قد تنتهي الأمور بتوقيع كييف وثيقة استسلام، ولا محالة ستنفذ ما تطلبه موسكو”.
ويرجح صالح أن “روسيا حينها ستفرض أولا خطوطا جديدة للحدود، وتعيد تشكيلها بحيث تكون مسيطرة على عدة مدن تضمن لها تأمين عمقها من أي عمليات أو صواريخ يضعها حلف الناتو بالقرب منها”.
وحال إنهاء الأزمة لصالح موسكو عسكريا، يواصل صالح: “ستخسر أوكرانيا الكثير، وستكون مضطرة إما للتنازل عن مدن أو تغيير النظام، أو تجد نفسها مقسومة لجزءين، أحدهما موال للغرب والآخر يميل نحو روسيا“.
كما “قد تجد نفسها م ندون جيش إذا وقعت وثيقة استسلام، مع العيش وصاية روسية”، وعلى هذا يرى المحلل السياسي أن الأفضل هو إنهاء الأزمة بالحوار السياسي وليس العسكري.