وكان بايدن خضع، الجمعة، لعملية جراحية قصيرة لتنظير الأمعاء، تطلبت إخضاعه للتخدير الكامل.

وفي أثناء تلك العملية التي استمرت نحو 85 دقيقة، نقل بايدن مهامه إلى نائبته كامالا هاريس، التي أصبحت أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى سلطات الرئيس.

وفور خروجه من مستشفى وولتر ريد قرب واشنطن، أدلى الرئيس الأميركي بتصريحات للصحفيين قال فيها إن نتيجة الفحص الذي أخضع له جيدة جدا، معلنا أنه استأنف مهامه الرئاسية.

قضية القاتل

وبدأت المهام بالفعل عندما سئل الرئيس الأميركي عن تبرئة مراهق قتل شخصين في مظاهرة ضد العنصرية، وقال بايدن: “لقد سمعت بالأمر للتو، وأنا لم أشاهد المحكمة”، وفق شبكة “سي إن إن” الأميركية.

وأضاف بايدن أنه يلتزم بقرار المحكمة تبرئة كايل ريتنهاوس من كل التهم الموجهة إليه، مشددا على أنه يجب احترام قرارات القضاء في الولايات المتحدة.

وكانت محكمة أميركية قضت، الجمعة، بتبرئة ريتنهاوس من تهمة قتل شخصين وإصابة ثالث بالرصاص خلال مظاهرة معارضة للعنصرية في مدينة كينوشا بولاية ويسكونسن في أغسطس 2020، واعتبرت هيئة المحلفين أن المراهق كان يدافع عن نفسه.

وأصبحت قضية ريتنهاوس (18 عاما) قضية رأي عام أثارت انقسام الأميركيين، بين مطالبين بإدانته عما ارتكبه وآخرين يدافعون عنه.

وفي وقت لاحق، أصدر بايدن بيانا قال فيه إن قرار المحكمة “سيجعل الكثير من الأميركيين يشعرون بالغضب والقلق، بمن فيهم هو شخصيا”.

وجدد بايدن التزامه بالسعي لتوحيد الأميركيين، لأنه يعتقدأن ما يجمع الأميركيين أكثر هو أكثر مما يفرقهما.

وقال: “أعلم أننا لن نعالج جروح بلدنا بين عشية وضحاها، لكن التزامي مستمر ببذل كل ما في وسعي لضمان علاج كل أميركي وعلى قدم المساواة”.

واستباقا لسيناريو الاحتجاجات والمواجهات، دعا الرئيس الأميركي المتظاهرين إلى التظاهر بشكل سلمي والابتعاد عن العنف وتدمير الممتلكات.

وفجّر حكم البراءة تظاهرات صاخبة في الولايات المتحدة، وخرج محتجون في ولايتي ويسكونسن ونيويورك، وألقت الشرطة القبض على عدد منهم، وسط ترجيحات بتجدد هذه التظاهرات.

وأصبح ريتنهاوس أيقونة لدى قوى اليمين المتشدد في الولايات المتحدة، وتبنت جهات في هذا الاتجاه قضيته.

وأظهر استطلاع جديد في الولايات المتحدة أن 76 بالمئة من الديمقراطيين يعتقدون أنه كان ينبغي إدانة ريتنهاوس بارتكاب جرائم قتل، بينما لا يرى ذلك 65 بالمئة من الجمهوريين.

وقال ناشط يميني يدعى تشارلي كيرك لموقع “بوليتيكو”: “من الواضح أن كايل بريء”.

وأضاف: “لكن هذه المحاكمة تدور حول أكثر من مجرد كايل (ريتنهاوس). إن الأمر يتعلق بسيادة القانون، إنه يتعلق بالدستور، والتعديل الثاني (حق حيازة الأسلحة)، والحق في الدفاع عن نفسك عندما تهاجمك عصابة عنيفة (يقصد المتظاهرين)”.

انهيار شعبية بايدن

وبعيدا عن العنصرية والانقسامات المجتمعية، يواجه الرئيس جو بايدن مشكلة كبيرة تتمثل في تهاوي شعبيته.

وقالت مجلة “ذا أتلانتك” إن اللغز الأكبر وربما الأكثر أهمية في السياسة الأميركية حاليا هو سبب انهيار شعبية بايدن.

وأضافت أن شعبية بايدن كانت معتدلة نسبيا في بداية رئاسته، إذ كان يحصل على تأييد 53 بالمئة من الأميركيين مقابل معارضة 36 بالمئة.

وبعد مضي 10 أشهر فقط على رئاسته، تراجعت شعبيته بشكل كبير، إذ أظهر استطلاع أجرته أجرته صحيفة “واشنطن بوست” وقناة “إيه.بي.سي.نيوز” قبل أيام أن 53 بالمئة من الأميركيين غير راضين عن أداء بايدن.

وفي السياق ذاته، أظهر استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك الأميركية، صدر الجمعة، أن 36 بالمئة من الأميركيين فقط راضون عن أداء رئيسهم.

وفي المقابل، يقول 53 بالمئة من الأميركيين إنهم غير راضين عن أداء بايدن.

وقالت “ذا أتلانتك” إنه هذه النتائج تنطوي على تداعيات واسعة النطاق، فبايدن يريد تمرير برنامج الإنفاق الاجتماعي الضخم.

ولكي يمر القانون في الكونغرس، فهو يحتاج إلى دعم الديمقراطيين جميعهم، لكن البعض ربما لا يصوت مع تمرير البرنامج.

وذكرت المجلة: “إذا كان بايدن يحظى بهذه الشعبية المنخفضة في غضون عام، فإن الديمقراطيين في الكونغرس قد يخسرون انتخابات التجديد النصفي (العام المقبل)”.

skynewsarabia.com