وكانت وكالات أنباء روسية قد تناقلت تصريحات صادرة عن ألكسندر فومين، المتحدث باسم نائب رئيس حكومة مقاطعة خيرسون، تفيد بنقل العاصمة إلى غينيتشيسك.

وقالت المتحدث باسم الإدارة العسكرية والمدنية لمقاطعة خيرسون: “لم يتم اتخاذ قرارات رسمية بنقل عاصمة مقاطعة خيرسون، يوجد في مدينة غينيتشيسك مؤقتا عدد من الإدارات والهياكل التابعة للسلطات الإقليمية”.

ويرى مراقبون أن النفي ربما يعكس خشية موسكو من أن يتم تفسير الإعلان عن اختيار عاصمة بديلة لمقاطعة خيرسون، التي انسحبت منها القوات الروسية، وكأنه تفريط بالمدينة التي كانت من أوائل المدن الاستراتيجية التي سيطر عليها الروس يوم 16 مارس المنصرم.

كذلك يمثل التصريح الأخير، رسالة روسية مفادها بأن الروس سيعودون للمدينة التي باتت وفق نتائج الاستفتاء الذي تم في المقاطعة في أواخر شهر سبتمبر الماضي جزءا من الأراضي الروسية.

لماذا غينيتشيسك؟

عن الدافع وراء الحديث عن اختيار غينيتشيسك كعاصمة لخيرسون، قال الباحث والخبير الروسي في العلاقات الدولية تيمور دويدار، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “تبعد غينيتشيسك عن خيرسون 200 كيلومترا، أي عن خط التماس الفاصل بين الجيشين الروسي والأوكراني، وربما هذا هو العامل الأبرز لاختيارها عاصمة مؤقتة لخيرسون، وهي مطلة على الشاطئ الغربي لبحر آزوف وتعداد سكانها يقارب 20 ألف نسمة”.

وأضاف دويدار: “أيام الاتحاد السوفييتي كانت غينيتشيسك ميناء تجاريا مهما، وتحتل المراكز الأولى على مستوى البلاد من حيث صيد الأسماك والثروة السمكية، لكن مع انهياره تراجعت المكانة الاقتصادية لها كثيرا. ما يميزها الآن وينعشها اقتصاديا هو السياحة الصيفية، حيث تتميز المدينة بمعالمها الطبيعية والعمرانية التاريخية وتعد منتجعا سياحيا بارزا”.

وتابع: “اعتمادها كمقر مؤقت لسلطات مقاطعة خيرسون، هو بالدرجة الأولى لاعتبارات وحسابات عسكرية بحتة تتعلق ببعدها الجغرافي عن مرمى نيران القوات الأوكرانية، لكن هناك مقولة رائجة في روسيا تقول أن لا شيء مؤقت كما هو دائم، حيث ليس واضحا بعد ما التالي حول مستقبل الخطط العسكرية الروسية في أوكرانيا“.

واختتم دويدار حديثه قائلا: “نحن أمام مفترق طرق فإما الدخول في مفاوضات تثمر عن نتائج لجهة تحديد الخطوط الطبيعية الفاصلة بين الطرفين عبر نهر دنيبرو، بما فيها المناطق الجديدة الأربع التي ضمتها موسكو إثر الاستفتاءات، أو في حال فشل المباحثات وعدم تقديم التنازلات من قبل أحد، ومع حلول فصل الشتاء وانهمار الثلوج والصقيع بعد نحو شهر، ستعجز الآليات العسكرية لكلا الجانبين عن التحرك على الأرض، فسنشهد مراوحة ميدانية في المكان، وسنكون فيما بعد أمام تصعيد أكبر وإصرار على تحقيق الحلم الروسي في السيطرة على مناطق مهمة كمدينة أوديسا وأجزاء واسعة أخرى من أوكرانيا، مع استثناء المناطق الغربية ربما من الضم لروسيا”.

مدينة غينيتشيسك

  • تأسست في العام 1784.
  • مساحتها تبلغ قرابة 7 كيلومترات مربعة.
  • عدد سكانها يبلغ نحو 19 ألف نسمة.
  • تقع على بحر آزوف المتفرع من البحر الأسود جنوبي أوكرانيا.
  • كانت من أوائل المدن التي سقطت في يد القوات الروسية في جنوبي أوكرانيا بعيد بداية الحرب في شهر مارس الماضي.

skynewsarabia.com