وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إنه على مدار عقدين من الزمن، أجرى مكتب الفحص الطبي أكبر تحقيق على الإطلاق في تاريخ الولايات المتحدة بشأن الأشخاص المفقودين، مشيرة إلى أنه تم فحص وإعادة فحص 22 ألف جزء بشري تم انتشالها بشق الأنفس، من حطام برجي مركز التجارة العالمي بعد هجمات 11 سبتمبر، ولا يزال العلماء يختبرون المخزون الهائل من البقايا البشرية مجهولة الهوية لربط جيني بـ 1106 ضحايا، والتي لا تزال بدون تطابق حتى تتمكن عائلاتهم من استعادة الرفات لدفنها بشكل مناسب.

من جانبها، علقت الخبيرة الألمانية المتخصصة في الطب الشرعي، ميشتهيلد برينتس، على الكشف عن هوية الضحايا، موضحة أنها قدمت إلى الولايات المتحدة في التسعينات من القرن الماضي بغرض البحث العلمي وأقامت هناك، وكانت تعمل في نيويورك في دورتها كطبيبة شرعية يوم 11 سبتمبر .

وتحكي برينتس ما تذكره هذا اليوم قائلة: “هذا الانهيار دمر كل شيء – المكاتب وأجهزة الكمبيوتر. كانت الكثير من الجثث مجزأة بالطبع”.

وتابعت العالمة الألمانية: “تضمنت القائمة الأخيرة للمفقودين في هجمات نيويورك 2753 شخصا.. تم تسليم 289 جثة سليمة إلى ذويهم في وقتها، وحوالي 22 ألف جزء من أجزاء الجسم في الأيام والأسابيع التي تلت ذلك إلى قسم الطب الشرعي وقسم علم الأحياء الجنائي، لتبدأ أكبر عملية تحقق من هوية الضحايا في تاريخ الولايات المتحدة”.

من جانبه يقول الكاتب والمحلل السياسي معتز نادي، في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن تحديد مصير الرفات المجهولة لضحايا الـ11 من سبتمبر، أمر لا يزال معقدا؛ لأن المعلومات المتاحة مؤخرا بعد مرور حوالي 20 عاما تفيد بأن أكثر من 1100 ضحية لا يمكن معرفة هويتها وهذا يعود إلى آثار التدمير الهائلة التي جعلت المسألة صعبة مع تناثر البقايا البشرية وسط ركام الرماد والحطام المفجع.

وأضاف نادي أن فريق التحقيقات بحاجة إلى تقنيات علمية متطورة تساعده في الكشف عن هوية الضحايا المجهولة من خلال الجينات أو ما يتيحه العلم، خاصة وأنه مع كل هذه السنوات استطاعوا التعرف على جثتين فقط وفقًا للأنباء المتواترة قبل أيام قليلة.

وقبل يومين تمكن معهد الطب الشرعي في نيويورك من تحديد هوية رفات ضحيتين سقطا في الهجوم الإرهابي قبل 20 عاما، بفضل تقنية تسلسل الحمض النووي  (DNA)، بحسب ما ذكرت باربرا سامبسون مديرة المعهد في بيان، حيث أكدت أن المعهد حدد هوية الضحيتين رقمي 1646 و1647، وهما لسيدة تدعى دوروثي مورغان، كانت تعيش في لونغ آيلاند، ورجل طلبت عائلته أن تبقى هويته سرية.

وحول الواقعة الأخيرة الخاصة بهوية الجثتين، قال الكاتب والمحلل السياسي معتز نادي، إنها كشفت عن تباين في رد فعل العائلتين ما بين رفض وإفصاح حول اسم كل ضحية، وفي ظني أن اختيار الإعلان من عدمه ربما رغبة من العائلة في إضفاء الخصوصية على طابع الواقعة، وحفاظا على مشاعر بقية أفراد الأسرة من هول الصدمة، وهو أمر قد يكون مبررا بالنسبة لهم، لكن لا يمكن إطلاق أحكام متسرعة حول ذلك المسلك برمته لأن وسائل الإعلام الأميركية ستتقصى وراء الأمر وبالتالي ستقدم المعلومات التي قد تتيحها العائلة لشرح مبرراتهم حول إخفاء الاسم.

وبالكشف عن هوية هاتين الضحيتين، تكون الولايات المتحدة باتت تتعرف على هوية ضحية واحدة في السنة من الضحايا المجهولين، بعد أن كانت تكشف المئات من هوية الضحايا في السنوات التي أعقبت هجمات 2001، فقد كانت أخر نتائج إيجابية لعملية الكشف عن هوية الضحايا في عام 2019 .

skynewsarabia.com