وأكد المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن جلوس الروس على طاولة المفاوضات مع أوكرانيا يتطلب من الأخيرة أولا الموافقة مسبقا على الشروط التي أعلنتها موسكو، وهي “الاستسلام، ونزع السلاح واجتثاث النازية، واحتفاظ روسيا بسيطرتها على 4 مناطق شرقي وجنوبي أوكرانيا (هي خيرسون وزابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك التي ضمتها في سبتمبر الماضي)، فضلا عن العودة لسياسة الحياد والتراجع عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو”، وفق تعبيره.
واعتبر المسؤول أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “لن يكون أمامه خيار سوى اتخاذ خطوة نحو المفاوضات مع روسيا”، و”بعد فشل الهجوم المضاد عليه عدم الاستمرار في الحديث عن انتصار أوكرانيا والاعتراف بخسارة الحرب، وإبداء الرغبة في السلام والجلوس على طاولة المفاوضات”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن أوكرانيا فقدت خلال هجومها المضاد ما يزيد على 71 ألف عسكري، وخسرت فعليا 543 دبابة و18 ألف مدرعة من مختلف الفئات، مشيرا إلى أن “الهجوم لم يحقق أي نتائج، والأسلحة الغربية لن تغير في مسار العملية العسكرية الروسية”.
هل يتخلى الغرب عن أوكرانيا؟
- الثلاثاء قالت مجلة “فورين أفيرز” الأميركية إنه “لا يمكن ضمان استمرار التزام الغرب بدعم أوكرانيا بالسلاح، بعد فشلها في تحقيق أي نجاحات في الهجوم المضاد، وعدم الارتياح إزاء احتمال اندلاع حرب كبرى مفتوحة على الأراضي الأوروبية”.
- تساءلت الصحيفة في تقرير لها عن احتمال تخلي الغرب عن أوكرانيا، مشيرة إلى أنه “يتعين على كييف أن تستعد لتغيير محتمل في موقف الولايات المتحدة وأوروبا”.
- ذكرت “فورين أفيرز”، أن “التحالف الغربي الذي يضم أغنى دول العالم وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية يمنح أوكرانيا ميزة بنيوية كبرى، لكن من مخاطر ذلك اعتماد كييف الشديد على المساعدات العسكرية والمالية الغربية”.
- أوضخت المجلة أن “هذه المساعدات حولت الجيش الأوكراني بعيدا عن البنية الأساسية القديمة والمبادئ التي ميزته خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي، إذ أصبح يعتمد بشكل كبير على المعدات الغربية والتخطيط الاستراتيجي”.
لا استسلام
وعلق الخبير العسكري الأوكراني أوليكسي ستيبانوف، في حديث لموقع ” سكاي نيوز عربية”، قائلا إن “أوكرانيا وضعت 10 بنود سابقة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، من بينها عودة جميع الأراضي الأوكرانية، بما فيها شبه جزيرة القرم وكامل إقليم دونباس، ووقف الأعمال العدائية بانسحاب روسيا، واستعادة السيطرة على كامل الحدود الأوكرانية معها”.
وأضاف: “خيار الاستسلام غير مطروح على الإطلاق، والحديث الروسي حول فشل الهجوم المضاد محض دعاية روسية للتأثير المعنوي على الأوكرانيين”، مشيرا إلى أنه “حتى حال فشل الهجوم المضاد فلدى أوكرانيا خيارات وتكتيكات أخرى، في الحرب التي لم تنته بعد”.
وأشار ستيبانوف إلى أنه “مع بداية الحرب طالبت كييف موسكو بوقف المعارك والعودة إلى حدود 24 فبراير 2022 كشرط شبه وحيد للتفاوض، لكن موسكو لم تنصت لدعوات السلام واستمرت في حربها”، مضيفا أن: “روسيا تمارس ازدواجية المعايير، فهي لا تريد التفاوض بل الاستحواذ على كامل أوكرانيا أو الجزء الأكبر منها، لذا من غير المنطقي الاهتمام بالجلوس على طاولة المفاوضات، لأن فيها استسلاما صريحا وهذا لن تفعله أوكرانيا”.
توقف إجباري
وقبل يومين، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي، إن القوات الأوكرانية لديها على الأرجح 35 أو 40 يوما متبقية قبل أن يتسبب الطقس في تعقيد هجومهم المضاد.
وأضاف ميلي لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه “لا يزال هناك قدر معقول من الوقت، لكن بعد شهر سيبدأ الطقس السيئ وستبدأ الأمطار بالهطول، وستصبح الأرض موحلة وسيكون من الصعب المناورة في هذه المرحلة، ثم سيبدأ الشتاء القارس”.
والجمعة أقر زيلينسكي أن “التفوق الجوي الروسي يوقف الهجوم الأوكراني المضاد”، مبديا أسفه للتباطؤ في المساعدة العسكرية الغربية، وفي العقوبات التي تستهدف موسكو.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، أن الجيش الأوكراني الذي بدأ هجومه المضاد مطلع يونيو الماضي، خسر في شهرين أكثر من 43 ألف عسكري ونحو 5 آلاف قطعة من الأسلحة المختلفة، من بينها 26 طائرة و25 دبابة من طراز “ليوبارد” الألمانية.