ويقول هؤلاء إنه رغم الحديث عن الإصلاحات فهي ليست جدية، ولا تعدو كونها محاولة لترقيع سياسات أردوغان، القمعية داخليا والمزعزعة للاستقرار خارجيا.
وأضافوا أن الرئيس التركي يريد بهذه الإصلاحات أيضا استباق القمة الأوروبية المقررة، الخميس، في بروكسل.
وتظهر تصريحات المسؤولين الأوروبيين إلى أن التكتل عازم على فرض حزمة عقوبات شديدة على أنقرة، تتناسب مع خطورة السياسات التركية التصعيدية والاستفزازية ضد عدد من الدول الأوروبية مثل قبرص واليونان وفرنسا.
وبدأ أردوغان بالحديث إن “حملة إصلاحات” بعد أيام معدودة على الإعلان عن فوز بايدن في الانتخابات الأميركية في نوفمبر الماضي، مشيرا إلى أنه ستشمل الديمقراطية والقانون والاقتصاد.
رفيق أردوغان يفضحه
وقال رئيس حزب المستقبل التركي المعارض، أحمد داوود أوغلو: “كان أردوغان يتبنى سياسة الاستبداد في الفترة التي حكم فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والآن مع وصول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، أصبح يدافع عن فلسفة الإصلاح”.
وأضاف داوود أوغلو، الذي كان رفيق أردوغان بالسابق، أنه الرئيس التركي يحب الحديث عن الحرية والديمقراطية عندما لا يكون في السلطة، وحين يكون في السلطة فإنه يقيد حريات الآخرين”.
وتلاحق الانتقادات الكثيرة حكومة أردوغان، فعلى الصعيد الداخلي لا حديث لقوى المعارضة سوى عن تغول سلطة الرئيس التركي وفساد نظامه، وملاحقته وحبسه للسياسيين والصحفيين الذين لا يتفقون مع سياسته، وعزل أعضاء برلمان ورؤساء بلديات منتخبين وتعيين بدلاء عنهم موالين لأردوغان.
وخارجيا، لا تتورط تركيا في صراع إلا وتستخدم فيه المرتزقة كما في سوريا وليبيا وأخيرا في إقليم ناغورني كاراباخ، علاوة على سياسة التصعيد والابتزاز ضد الدول الأوروبية.
ويتفق المراقبون للشأن التركي على أن حديث الإصلاحات الذي هبط فجأة على أردوغان إنما يحاول عبره التكيف مع مرحلة ما بعد إدارة ترامب وامتصاص ما قد يتمخض عنها من خضات ومن قطع طريق على سياساته العدوانية والتوسعية في المنطقة والعالم.
واتخذ بايدن مواقف حازمة ضد أردوغان خلال حملته الانتخابية، ووصف الرئيس التركي بـ”المستبد”، متعهدا بتغيير سياسة الولايات المتحدة تجاهه لتصبح أكثر صرامة.
الانتهازية فحسب
ويقول وزير الثقافة السابق في حكومة إقليم كردستان العراق، فتاح زاخويي، لـ”سكاي نيوز عربية”: “كل من تابع ويتابع سياسات أردوغان منذ توليه السلطة في تركيا، إن كرئيس وزراء أو كرئيس جمهورية، لا يصعب عليه إدراك أن مبدأه الأساسي هو الانتهازية في أبشع صورها”.
وتابع زاخويي أن أردوغان “مستعد للتضحية بكل شيء من أجل ديمومة سلطته وهدفه الأكبر البقاء في الحكم حتى 2023 وهو عام مئوية الجمهورية التركية مهما كلف الأمر”.
وقال: “لقد نجح أردوغان في البداية بخداع الكل بسياساته الانتهازية سواء داخل حزبه أو الأحزاب الأخرى في تركيا ونجح في خداع المجتمع الدولي لكن لفترة”.
وأضاف “لم تكن هذه السياسات بلا ضرائب ثقيلة دفعتها الشعب في تركيا، من الاقتصاد الذي انهار وهامش الحرية والديمقراطية التي كانت تتمتع به قبل أردوغان”.
وأردف الوزير السابق: “أردوغان يقول أنه أطلق حملة إصلاحات جديدة في الاقتصاد والقانون والديمقراطية وهنا لا يسعني إلا تذكر المثل العراقي الشهير “بعد خراب البصرة” فقد دمرت سياساته الاقتصاد وأصبح “القانون” الذي يفصله على مقاساته ووفق رغباته سلاحه القوي في محاربة معارضيه وهامش الديمقراطية في تركيا بات في خبر كان”.
وأعرب فتاح زاخويي عن اعتقاده أن ما أفسدته سياسات أردوغان لا يمكن لأي إصلاحات أن ترممه و”لن تكون مجدية في خداع الآخرين مرة أخرى”.