ودارت معارك عنيفة منذ بدء العمليات العسكرية في فبراير الماضي، داخل مدينة ماريوبول التي سيطرت عليها القوات الروسية بنسبة كبيرة خلال الأيام الماضية، باستثناء بعض النقاط التي تشبثت القوات الأوكرانية بعدم التخلي عنها.

وكانت روسيا عدلت خططها وسحبت قواتها من مناطق الشمال، مشددة على أنها ستركز من الآن فصاعدا على ما وصفته بـ”تحرير” إقليم دونباس شرقي روسيا.

وتشكل دونيتسك مع لوغانسك إقليم دونباس الناطق بالروسية، وسيطر عليه انفصاليون مدعومون من روسيا في 2014، وتتمركز وحدة أوكرانية كبيرة هناك منذ ذلك الحين.

مستقبل الحرب

وبشأن مستقبل الحرب بعد سقوط ماريوبول، قال مدير الاستراتيجيات والتسليح بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي، وليام ألبيركي، إن “الوضع كان رهيبا في المدينة كما هو الحال في أي مدينة محاصرة في نصف القرن الماضي، إذ أجبرت القوات الأوكرانية المتبقية على الانخراط في جيوب مقاومة أصغر من أي وقت مضى، بما في ذلك داخل مصانع الصلب، وهي محاطة ومنفصلة عن العالم”.

وأضاف ألبيركي، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “الأمر مرعب، خاصة أنه لا يزال هناك مدنيون في المدينة، وجميعهم يعاني بشكل مروع، من دون مياه شرب ولا صرف صحي ولا طعام”.

وأوضح أنه كان متوقعا أن تشدد القوات الروسية حصارها على المدينة، فـ”لن تتوقف حتى تسيطر عليها أو تقضي على من بها تماما”.

خطوة روسيا المقبلة

وبشأن الخطوة المقبلة أمام الجيش الروسي، قال ألبيركي إن موسكو حولت اهتمامها إلى سحق القوات الأوكرانية في شرق أوكرانيا، أي في دونباس.

وأضاف: “بدأت القوات الروسية سلسلة من الهجمات في شمال دونباس وفي الوسط ومن الجنوب، في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية وتدميرها، إذ عادت روسيا إلى طريقتها التقليدية في القتال بضربات جوية حاشدة وضربات صاروخية وقصف مدفعي، تليها وحدات مدرعة ثقيلة تتحرك بسرعة”.

وأوضح أنه “بالنسبة لأوكرانيا ستكون معركة يائسة للاحتفاظ بما هو ممكن من الأراضي على أمل أن يتمكنوا من إرهاق الروس، وتحديد نقاط الضعف وقطع القوات الممتدة، ودفعهم إلى الوراء إن أمكن”.

وشدد المسؤول السابق في حلف الناتو على أن “ماريوبول تمثل معقلا للمقاومة التي قضت الآن أياما صعبة، ففي حين كان سقوطها متوقعا خلال الأيام القليلة الماضية، فإن ذلك تأخر بشكل استثنائي”.

وقالت الاستخبارات البريطانية إن القوات الروسية تتقدم من مناطق عدة في دونباس باتجاه كراماتورسك، وتسعى لتوفير دعم جوي كبير لعمليتها في شرق أوكرانيا.

وهذا ما أشار إليه رئيس مركز الحوار العربي الروسي مسلم شعيتو، الذي قال لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “حماية جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك (الانفصاليتين) في منطقة دونباس كانت وما تزال السبب الأول والأساسي لخوض روسيا لهذه الحرب، حيث وعلى مدى نحو عقد وسكان هذه المناطق ذات الغالبية الروسية يتعرضون لشتى صنوف التمييز العنصري والاعتداء وحتى الإبادة من قبل سلطات كييف”، وفقا لتعبيره.

وحسب محللين، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، يسعى لتحقيق نصر في دونباس قبل العرض العسكري في 9 مايو المقبل في الساحة الحمراء بموسكو، يوم ذكرى انتصار السوفييت على النازيين.

skynewsarabia.com