المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أكد خلال تصريحات صحفية أن “هذه الأراضي (دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوروجيا) هي أجزاء غير قابلة للانتزاع من روسيا الاتحادية، وتحظى بالقدر نفسه من الحماية شأنها شأن بقية الأراضي الروسية“.

تهديد عرضي أم وجودي؟

ويسود جدل بين المراقبين والخبراء العسكريين حول المغزى من مبدأ الحماية النووية التي أسبغها الكرملين على المناطق الأربع، ففيما يرى البعض أن هذا يعني “تهديدا صريحا ومباشرا برد نووي” على إعلان كييف تصميمها على استعادة المناطق وشنها لعمليات عسكرية مضادة في بعضها، يرى آخرون أن التلويح بورقة الحماية النووية هو “من باب الردع”.

وهؤلاء يعتقدون أن “العقيدة النووية الروسية لا تسمح باستخدام الأسلحة النووية ردا على تهديد جزئي وعرضي، كما هو حال تهديد القوات الأوكرانية لمناطق خيرسون وزابوروجيا ودونباس”.

ماذا تعني مظلة الحماية النووية الروسية؟

للإجابة عن هذا التساؤل، يقول الخبير والمحلل العسكري الأكاديمي حسن المومني، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”:

  • “هذا المفهوم يعني توفير روسيا مظلة دفاع نووية عن أراضيها والمناطق الخاضعة لسيادتها، ومن بينها المناطق التي ضمتها حديثا بعد استفتاءات، والتي هي وفق موسكو أصبحت جزءا عضويا من الخريطة الروسية.
  • “معنى هذا أنه في حال تعرض الأراضي تلك للهجوم بأسلحة تقليدية أو نووية، فإنها قد تستخدم بالمقابل السلاح النووي“.
  • “هذا ما عكسه بوضوح بوتين حينما أكد مؤخرا على أن روسيا في حال تعرضها لخطر وجودي، فإنها ستلجأ للخيار الدفاعي النووي، ومع دخول هذه المناطق للسيادة الروسية، فإن المظلة النووية الروسية تسري عليها حالها حال كافة مناطق وأقاليم الاتحاد الروسي الأخرى”.

مظلة الناتو النووية

  • “مظلات الحماية قد تتوسع لتشمل دولا أخرى، حيث يمكن لدولة نووية ما التحالف مع دولة أخرى غير نووية، وإعلان أن الأخيرة مشمولة بالمظلة النووية للدولة الأولى المالكة للسلاح الفتاك”، وفق المومني.
  • “مثلا القدرات الردعية النووية للولايات المتحدة تشمل مختلف الدول الأعضاء في حلف الناتو، على اعتبار أن حصول أي اعتداء على أي دولة عضو بالناتو وفق البند الخامس لميثاقه، يستوجب ردا جماعيا من كافة دول الحلف، والدفاع عنها بكافة الوسائل، بما فيها النووية”.
  • “بالتالي، فإن روسيا تصعد وتلوح بالحماية النووية لردع كييف عن المضي بتهديد واستهداف المناطق الأربع التي ضمتها موسكو، مع التشديد على أنه في حال تطور الأحداث نحو تبلور خطر وجودي على تلك المناطق، فإنها ستعمد بالفعل لاستخدام السلاح النووي، كون مظلة الحماية النووية لروسيا تشمل الآن أوتوماتيكيا كل من دونباس وخيرسون وزابوروجيا“.

ماذا عن موقف الغرب؟

“ليس خافيا أن حلف الناتو كان حريصا على عدم تزويد أوكرانيا بأسلحة يطال مداها الأراضي الروسية، وبعد الاستفتاءات الأربعة فإن روسيا تعتبر أي استهداف للأراضي التي ضمتها حديثا استهدافا لعموم روسيا، فنحن أمام واقع جديد ومنعطف خطير في مجرى الحرب الدائرة على مدى 8 أشهر”، يجيب المومني.

ثالوث الردع النووي

من جانبه، يقول الخبير العسكري ورئيس مركز “صقر” للدراسات، مهند العزاوي، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الحماية النووية تعني أن المناطق الأربع التي ضمت لروسيا، والتي هي مسرح عمليات ساخن الآن، محمية بدفاعات فتاكة متى ما اقتضى الأمر، وفق الثالوث النووي البري والجوي والبحري الردعي“.

ويستطرد: “المفهوم يتعلق كذلك بضمان الأمن النووي لروسيا، عبر حماية المنشآت والقواعد من التخريب أو التسرب الإشعاعي، وحماية مختلف المناطق المحيطة بها وسكانها، حيث أن مقاطعة زابوروجيا مثلا التي هي إحدى المناطق الأربع المنضمة لروسيا، تضم واحدة من أكبر المحطات والمواقع النووية في أوروبا والعالم”.

skynewsarabia.com