ورغم تقليل بعض الخبراء العسكريون من قيمة باخموت الاستراتيجية، مشيرين إلى أن المدينة لا تشكل مركزاً للنقل وليست ذات ثقل سكاني كبير، إلا أن آخرين أكدوا أن روسيا ستحولها إلى نقطة انطلاق للسيطرة على مناطق أخرى في منطقة دونيتسك.
ورغم إعلان الكرملين ورفع العلم الروسي على المدينة ليل السبت بعد 224 يوما من القتال العنيف، والتهنئة التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقوات الروسية بإكمال السيطرة على باخموت، إلا أن هيئة الأركان الأوكرانية أكدت أن “قتالا عنيفا لا يزال مستمرا في المدينة”.
ماذا تعني خسارة باخموت لأوكرانيا؟
- تراجع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية بعد أن وصفها الرئيس فلاديمير زيلنسكي بـ” قلعة المعنويات”.
- ستعاني أوكرانيا من هزيمة سياسية.
- كانت تمنح الأوكرانيين تكتيتات استراتيجية لاصطياد الجنود الروس، وفق موقع” بي بي سي” البريطاني.
- أوكرانيا راهنت عليها لتغيير مسار الحرب.
- انتقال المعارك لمناطق أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك في منطقة دونيتسك.
- خسارة آلاف الأرواح والمعدات ما يجبر كييف على البحث عن تعزيز خطوط الإمداد للدفاع عن المدن المجاورة.
- ستقلل إمكانيات أوكرانيا من شن هجوم الربيع أو تأخيره لاستكمال الدعم اللوجيستي اللازم.
- كانت تعتبر مركز نقل مهم لتزويد القوات الأوكرانية في دونباس ونقطة حصينة لإيصال الإمدادات.
ويقول المحلل الاستراتيجي البريطاني سيمون جوردان إنه “بعد سيطرة روسيا على المدينة وإن صح ذلك فإن “الأوكرانيين سينسحبون إلى مناطق دفاعية في مناطق في كراماتورسك جهزوها على مدى 8 أعوام”.
وأضاف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن كراماتورسك تقع على أرض أعلى وتتمتع بقدرات دفاعية أكثر من باخموت، مؤكدا أنها ستكون معارك دموية بين الجانبين أكثر من معارك باخموت”.
وعرفت باخموت بمناجم الملح والجبس وبمصانع إنتاج النبيذ الكبيرة، ولا تشكل أهمية جغرافية، وفق تقارير غربية.
ووصفها مسؤولين غربيون بأنها “حدث تكتيكي صغير على خط جبهة أمامية يبلغ طوله 1200 كلم”.
ما مكاسب روسيا؟
لكن وفق الخرائط تقع باخموت شمالي مقاطعة دونيتسك على بعد نحو 65 كيلومترا شمال مدينة دونيتسك، المركز الإداري للمقاطعة التي تشكل مع لوغانسك المجاورة إقليم دونباس، وتبعد نحو 15 كيلومترا عن حدود لوغانسك، و580 كيلومترا عن العاصمة كييف.
كما تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما من أكبر مدن إقليم دونباس، كما أن قربها من الطريق الدولي “إم-03″ يصلها مباشرة بمدينة سلافيانسك في لوغانسك، ويتابع نحو مدينة خاركيف.
وبالسيطرة على المدينة حققت روسيا عدة مكاسب من بينها:
- نصر رمزي للكرملين بعد معارك ضارية استمرت نحو 7 أشهر منذ السيطرة على سيفيرودونيتسك وليسيشانسك الصيف الماضي.
- تحتاج روسيا إلى نجاح تروجه أمام المناصرين للكرملين في الداخل، وفق صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
- ستشكل منصة انطلاق نحو المزيد من المكاسب الميدانية.
- ستمكن روسيا من تهديد مناطق أكبر مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، ووفق وزارة الدفاع البريطانية.
من جانبه أكد رئيس مقاطعة دونيتسك، دينيس بوشيلين، أن تحرير مدينة باخموت حمل رمزية خاصة بعد عام من استسلام مسلحي كتيبة “آزوف” النازية في ماريوبول المحررة.
وكتب بوشيلين عبر “تلغرام”، قائلا: “للمرة الثانية يشكل تاريخ الـ 20 من مايو يوما مميزا ذا رمزية خاصة للقوات الروسية، ففي المرة الأولى قبل عام استسلم آخر مقاتلي كتيبة آزوف في ماريوبول أمام قواتنا، واليوم حررنا مدينة أرتيوموفسك التي يطلق عليها الأوكرانيون لقب “القلعة المنيعة” بشكل كامل”، وفق وكالة “نوفوستي” الروسية.
وعلق الخبير العسكري فلاديمير إيغور، بأن باخموت كانت معركة فاصلة في حوض إقليم دونباس، وقطعة الدومينو التي إذا وقعت تحت سيطرة القوات الروسية ستتساقط بعدها باقي المناطق والسيطرة على الإقليم بمقاطعتيه دونيتسك ولوغانسك.
وأرجع في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” تأخر حسم المعركة إلى التحصينات القوية التي أنشأتها القوات الأوكرانية بالمدينة، بالإضافة إلى موقعها الجغرافي المميز جعل القوات الروسية تخوض معارك استنزاف.