ويقول تقرير مركز مكافحة التطرف (CEP) عن حالة الإرهاب في أفغانستان خلال فبراير: “رفاق هبة الله أخوند زادة، زعيم طالبان، ما زال لديهم علاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة، وتصدر أعضاء شبكة حقاني الإرهابية مناصب قيادية في حكومة طالبان، مع وجود تنظيم داعش الذي دخل في صراع مع طالبان، ما ينعكس بعدم الاستقرار على البلاد”.
وبشكل تفصيلي، عدّد التقرير أمثلة للحركات التي ينشط عناصرها هناك، مثل: القاعدة في شبه القارة الهندية، الحركة الإسلامية في أوزبكستان، جماعة الجهاد الإسلامي، الحزب الإسلامي التركستاني (المعروف سابقا باسم حركة تركستان الشرقية الإسلامية) ومقاتلين من فروع القاعدة الباكستانية (جيش محمد “لشكر محمد” أو تحريك طالبان باكستان “TTP”)، ما يعني أن طالبان فشلت في تحقيق وعودها بعدم تحول أفغانستان لساحة للمنظمات الإرهابية.
نهاية هدوء القاعدة
ورجح تقرير مركز (CEP) أن هدوء القاعدة في أفغانستان المبني على تقديم زعيم القاعدة أيمن الظواهري البيعة لطالبان لن يستمر طويلا، وإعادة عملياتها في المنطقة والعالم متوقع مع تصاعد التنافس مع داعش.
وأصدر الظواهري في فبراير فيديو يوضح أنه ينظر لأفغانستان على أنها نقطة انطلاق لمعركته العالمية ضد الغرب، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة يرى أن استيلاء طالبان على أفغانستان نجاح له أيضا، ومثال لقدرته على تنفيذ استراتيجية بعيدة المدى.
وأشاد عدد فبراير من مجلة القاعدة “أمة واحدة” بنظام طالبان كبديل وظيفي للحكومات الديمقراطية، بينما تقدم القاعدة كطليعة إرهابية عالمية.
تنافس داعش- القاعدة
وفيما يخص التنافس بين داعش وطالبان، طور تنظيم “داعش- خراسان” أسلوب عملياته، حيث يستخدم تكتيكات عمليات داعش في العراق وسوريا، كما اتضح في النشرات للتنظيم في وكالته “أعماق”، وأحاديث أعضائه على الإنترنت التي رصدها مركز مكافحة التطرف (CEP).
ووفق المركز، فاستراتيجية داعش في أفغانستان تقوم على 3 عناصر: بث الخوف بشن مداهمات ضد مسؤولي طالبان وقوات الأمن والاغتيالات، وإثارة التوترات الطائفية، ونزع الشرعية عن حكم طالبان.
ولذلك تسلط الرسائل الإخبارية لداعش على نشر صور قتلى مسئولي طالبان، وتوصيف الشيعة بكلمة “الرافضي” بشكل مهين، وتقديم “داعش خراسان” نفسه في مواقع الإنترنت على أنه البديل الصحيح لنظام طالبان “المرتد”.
والنتيجة أن داعش جذب عددا كبيرا من أعضاء طالبان الساخطين على طالبان بعد أن بدأت تتعامل مع الدول الغربية، كما جنَّد داعش أعضاء من “طالبان باكستان” (TTP) التي تعد شريكا أساسيا لطالبان الأفغانية.
ويخلص التقرير إلى أن أفغانستان لا تزال واحدة من أكثر الأماكن نشاطًا للأنشطة الإرهابية، وبالتالي تتطلب مراقبة دقيقة.
خلفية التحالف مع القاعدة
وتقول المحللة السياسية فاطمة حكمت إن “تقديرات مركز (CEP) تتفق مع كل المؤشرات حول استمرار علاقات طالبان مع الجماعات الإرهابية، حتى إن سراج الدين حقاني، قائد حركة حقاني، يتولى منصب وزارة الداخلية في حكومة طالبان، وله علاقات واسعة بتنظيم القاعدة”.
وبحسب الصحفي الإيراني المتخصص في الشأن الأفغاني، فارزاد بوناش، فحركة طالبان لديها مصالح مع الجماعات الإرهابية، وهذه الجماعات، على رأسها تنظيم القاعدة، قدمت وعودا بدعم سيطرة طالبان على أفغانستان.
واتفق بوناش مع تقديرات مركز (CEP) حول توسع نشاط الجماعات المتطرفة في أفغانستان بما يشكل تهديدا لدول الجوار.