وذكرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، الأحد، أن الصين تلعب دورا محوريا حاليا باسم ما بات يعرف “دبلوماسية الأقنعة الواقية”، لسحب البساط من تحت أقدام واشنطن في دول جنوب شرق آسيا.

فقد أرسلت بكين في الأونة الأخيرة فرقا من الخبراء إلى كل من كمبوديا والفلبين وميانمار وباكستان، وقريبا إلى ماليزيا، لنقل خبرتهم إلى هذه الدول بخصوص كيفية التصدي لوباء كورونا.

كما تبرعت بكين أو يسرت إرسال شحنات من الأقنعة الطبية الواقية وأجهزة التنفس الصناعي إلى البلدان المحتاجة في جنوب شرق آسيا، والتي رحبت بدورها بهذه الإمدادت.

حضور رغم التشكيك

وعقدت الصين سلسلة من “الاجتماعات الخاصة” عبر الإنترنت مع جيرانها الآسيويين، كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، عندما ناقش رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، تجارب بلاده في مكافحة المرض وإعادة تشغيل المؤسسات الاقتصادية، مع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان)، بالإضافة إلى اليابان وكوريا الجنوبية.

وشكك العديد من السياسيين الغربيين علناً، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدور بكين في معالجة أزمة تفشي وباء كورونا، واتهموها بـ”عدم الشفافية” بشأن أرقام الوفيات والإصابات التي أعلنت عنها.

لكن قادة آسيويين، بمن فيهم الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، لم يلقوا باللائمة على الصين، الأقرب إليهم جغرافيا، كما لم يغلقوا الحدود معها بشكل كامل.

ونقلت الصحيفة الصينية عن مسؤول آسيوي لم تسمه قوله، إن “الاستجابة المتأخرة للحكومات الغربية في التعامل مع تفشي المرض أعطت الصين ميزة، على الرغم من افتقارها المبكر للشفافية بشأن تفشي المرض”.

وأضاف أن “الغرب لا يقوم بعمل أفضل في هذا الصدد”، مؤكدا أن حكومته “تلقت إشارات من بكين بشأن اهمية استخدام الدعاية الإعلامية في تشكيل الرأي العام وتعزيز المشاعر الوطنية في وقت الأزمات”.

دبلوماسية وسط الأزمة

وأكد خبراء آسيويون أن حملة بكين الدبلوماسية المكثفة لمواجهة الضرر الذي لحق بسمعتها بسبب التعامل مع أزمة كورونا “لقيت مقاومة أقل في آسيا” مقارنة مع التشكيك الغربي.

وقال ريتشارد هيداريان، الأكاديمي المقيم في العاصمة الفلبينية مانيلا: “على مدى الشهرين الماضيين، بذلت الصين جهدا مضاعفا لمواجهة الرواية القائلة بأن الصين مسؤولة عن هذا الوباء العالمي”.

وأضاف هيداريان، وهو مستشار سياسي سابق للحكومة الفلبينية، “أن الرواية الأميركية لم تساعد الولايات المتحدة في الخروج من أزمتها”، مؤكدا أن “الرئيس ترامب أكثر اهتمامًا بممارسة لعبة اللوم بدلاً من التصرف كزعيم عالمي”.

من جانبه، قال شهرمان لوكمان، كبير المحللين في برنامج السياسة الخارجية والدراسات الأمنية في معهد ماليزيا للدراسات الاستراتيجية والدولية، إنه “بينما انشغلت أميركا في احتواء الوباء، وجدت الصين أن في دول جنوب شرق آسيا أرضا خصبة لصناعة صورة لنفسها بأنها المنقذ”.

وأوضح لوكمان أن “وفود بكين إلى هذه الدول حظيت بتغطية إعلامية كبيرة، كما أن تزويدها بإمدادات طبية صينية حسّن سمعة بكين لديها”، مضيفًا أن “الحكومة الصينية نجحت في ذلك بشكل ملحوظ”.

skynewsarabia.com