من أبرز هذه القواعد، الموضوعة مسوّدتها في أبريل، أن يجري موفّرو الذكاء الاصطناعي مراجعات أمنية وتسجيل خوارزمياتهم لدى الحكومة.
ثم خففت إدارة الفضاء الإلكتروني (CAC) من موقفها، ومن ذلك أن هذه القواعد، أو “المبادئ التوجيهية”، التي تدخل حيز التنفيذ في 15 أغسطس، ستؤثر فقط على المنظمات التي تقدّم خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية للجمهور، والكيانات الأخرى التي تقوم بتطوير نفس التكنولوجيا، لكن ليس للاستخدام الشامل في السوق.
دوافع تخفيف القيود
خبير التحوّل الرقمي وأمن المعلومات، زياد عبد التواب، يوضح في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، مراحل المبادئ التوجيهية التي وضعتها الصين، والهدف منها، ولماذا لجأت أيضا إلى تخفيف بعضها:
⦁ أعتقد أن تخفيف القيود غرضه إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من مطوري تلك الأنظمة للعمل، وإلا قد يؤدي التطبيق إلى تقليل فرص الصين نفسها في الريادة في هذا المجال؛ ما يصب تلقائيا لصالح منافستها الأقوى، أي الولايات المتحدة.
⦁ الصين سبق ووضعت قيودا شديدة على شبكة الإنترنت وتطبيقاتها، ومنها بعض مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة، وطوَّرت تطبيقات خاصة بها؛ وعلى نفس النهج وضعت المبادئ التوجيهية (القواعد) الخاصة بضبط تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
⦁ مما تتضمنه القواعد منع الوصول لبعض أدواته مثل chatGPT، والحفاظ على مبادئ الدولة الاشتراكية، ومكافحة انتهاكات الملكية الفكرية والأخبار المغلوطة والمعلومات غير الصحيحة أو المنحازة، وذلك بالرقابة على مدخلات تلك الأنظمة من بيانات ومن خلال الخوارزميات.
⦁ في نفس الوقت، تشجع التطوير المحلي لتطبيقات مثيلة، سواء للاستخدام العام أو الاستخدام المرتبط بالقطاع الصناعي.
خطوة “جيدة”
يصف خبير التحول الرقمي خطوة وضع قوات ضبط عمل الذكاء الاصطناعي بـ”الجيدة” و”الاستباقية”؛ لما لها من تأثير على ضبط المحتوى المولد، وضمان سلامة هذا المحتوى.
يدعو عبد التواب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكل دول العالم إلى أن “تسير على نفس الخطى سريعا”؛ لأنه بدون وجود القواعد “ستزداد الآثار السلبية للذكاء الاصطناعي، وبشكل سريع، والدمار سيطال الجميع”.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي عموما له تعريفات عديدة، الشائع منها أنه برامج في الحاسب تقوم بمهام كانت قاصرة على البشر، وتحاكي عمل الذهن البشري.
لهذه البرامج القدرة على التحليل والاستنتاج وإعطاء الخلاصات والإجابات في كل مجال، بداية من الرد على إجابة سؤال حتى اتخاذ قرارات في مسائل التمويل في البنوك واختيار الموظفين في الشركات، وكذلك مجال الحرب.
من أبرز تطبيقاته برنامج “تشات جي بي تي“، وهو روبوت دردشة ظهر عام 2022، وقوبل بدهشة واهتمام كبيرين لقدرته على محاكاة البشر بإتقان، مثل محاكاة الأصوات وكتابة المقالات والرسائل والترجمة في ثوانٍ، والرد على الأسئلة، لكن أيضا تنتج عنه معلومات مضللة، وقد يشوه سمعة أشخاص بسبب ذلك.
وفق تعبير الأمم المتحدة، فإن هذه التقنية تضع البشر “عند فجر حقبة جديدة”، وأن “الذكاء الاصطناعي هو الحدود الجديدة للإنسانية. بمجرد عبور هذه الحدود، سيؤدي الذكاء الاصطناعي إلى شكل جديد من الحضارة الإنسانية”.