وقال بازوم خلال منتدى داكار للسلام والأمن في إفريقيا بالعاصمة السنغالية في دورته السابعة هذا الأسبوع، إن “التقدم التكنولوجي يسمح الآن للجماعات المتمردة بالوصول إلى عدد من الأدوات كانت في السابق من امتيازات قوات الدولة”.

وفوق هذا، فإن استخدام الهواتف المحمولة والدراجات النارية يجعلها أكثر قدرة على الحركة من الجيش” حسب قوله.

 

ويرى مراقبون أن تصريحات بازوم تتسم بالخطورة الشديدة؛ فلا يصف رئيس دولة جماعات بأنها وصلت لمستوى قدرات الجيش، بل وفاقته، إلا إذا كان خطرها خرج عن السيطرة، وهو ما ينذر بوضع غير مسبوق في دول الساحل الخمس موريتانيا، بوركينا فاسو، مالي، تشاد، والنيجر.

وتنتشر في منطقة الساحل جماعات إرهابية، أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وولاية وسط إفريقيا التابعة لتنظيم داعش، وجماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” المتحالفة مع تنظيم القاعدة.

ووسعت الجماعات المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش انتشارها وسط الساحل منذ 2017، وشنت هجمات منتظمة أسفرت عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

إرهاب التكنولوجيا

وحسب “الشبكة العالمية للتطرف والتكنولوجيا” (GNET) ، يمكن تقسيم نظام الدعاية للجماعات الإرهابية في الساحل إلى مجالين: العالمي والمحلي،  يشمل العالمي الدعاية الموجهة للخارج برسائل إعلان المسؤولية عن العمليات العسكرية، ومقاطع فيديو ، وبيانات سمعية بصرية وتبثها باللغات: العربية والفرنسية والإنجليزية، بالإضافة إلى اللغات واللهجات المحية كـ”الحسانية العربية”، والتماشيق (لغة الطوارق)، واللغة الفولانية، ولغات ولهجات محلية أخرى.

أما الدعاية الموجهة محليًا فتظهر في شكل مقاطع فيديو منخفضة الجودة وصوت منتشر عبر مجموعات “واتساب” و”تلغرام” المغلقة.

ولفت التقرير إلى أن هذه الجماعات تستفيد من التكنولوجيا في تكتيكات حرب العصابات مثل التحكم عن بعد في قاذفات الصواريخ والعبوات الناسفة، وتُستخدم لقطات الطائرات بدون طيار وكاميرات GoPro لتضخيم المناظر الطبيعية والعمليات العسكرية، وتضخيم الدعاية والتعبئة على الإنترنت.

 

ويقول الباحث الموريتاني بون ولد باهي لموقع سكاي نيوز عربية “بتعاظم قدرات الجماعات المتطرفة تكنولوجيا ليس أمام حكومات دول المنطقة سوى التكاتف لمواجهة التحديات التي تدق ناقوس خطر الأمن السيبراني.

وأضاف ولد باهي أن هذه الجماعات تستخدم التكنولوجيا منذ زمن في التنسيق والإعلام وجذب الأنصار الجدد، وأنها تحصل عليها من شركات التقنية التجارية، ولديها التمويل اللازم لذلك، وفي المقابل تعاني الحكومات من نقص التمويل، هذا تحدي آخر، وقادة دول الساحل دائما يؤكدون عليه.

تسهيل الاختراق

وعن دور التكنولوجيا في زيادة وتسريع الإرهاب يقول الباحث في الجماعات الراديكالية، أحمد سلطان، لموقع “سكاي نيوز عربية” إن التطور التقني في يد الجماعات الإرهابية وسط وغرب إفريقيا يمكنها من اختراق الأنظمة الأمنية لدول الساحل، وكذلك المواقع الخاصة بالمؤسسات المستهدفة، وتنفيذ عمليات إرهابية عبر تحديد المواقع، وأيضا تصنيع المتفجرات والمقذوفات والأسلحة المستخدمة عبر مراسلات سرية.

تنظيم داعش بشكل خاص أصبح نشطا إعلاميا بشكل كبير، والمواد التي يبثها من منطقة بحيرة تشاد والساحل، وتتابع إصداراته يدل على أن للتنظيم تقنية يعمل على تطويرها، وينقل خبراته إلى فروعه ويستخدم القرصنة والرصد والتصوير والطائرات المسيرة وصولا إلى تفجير الهدف، وفقا للباحث.

وسط هذه التطورات يتجدد السؤال، حول ماذا يعطل المنظمات الدولية من رصد وفرض العقوبات اللازمة على الشركات والدول التي تمد الإرهابيين بهذه التكنولوجيا بداية من الهواتف المتخصصة وحتى الطائرات المسيرة.

skynewsarabia.com