والمنتدى، من ثمار “منتدى التعاون الصيني الإفريقي“، الذي انطلق عام 2000، ويضم 50 دولة، بالإضافة إلى الصين والاتحاد الإفريقي، وكان له تأثير كبير في رفع درجة التعاون العسكري والسياسي والتجاري بين الجانبين.

ويهدف “منتدى السلام والأمن الصيني الإفريقي” حسبما ذكرت وزارة الدفاع الصينية في بيان، إلى “تعزيز التواصل الاستراتيجي مع وزارات الدفاع في إفريقيا، وبناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد”.

وتشير الصين بـ”العصر الجديد” في الغالب للعالم المتعدد الأقطاب الذي تنشط مع عدة دول لإقامته، بديلا عن عالم القطب الأميركي الواحد..

ويعلق محللان سياسيان لموقع “سكاي نيوز عربية” بأن هذه المنتديات الصينية أقوى بكثير من تلك التي تقوم بها أوروبا والولايات المتحدة مع دول إفريقيا، معددين أمثلة للمصالح التي قطفتها كل من الصين وهذه الدول من سلسلة الدورات السابقة.

وفي يوليو الماضي، تحدث الرئيس الصيني، شي جين بينج، عن أهمية المنتدى، مشيرا إلى أن مدخل الصين لإفريقيا هو “المصالح المشتركة”.

لماذا التعاون العسكري؟

ما قبل “منتدى التعاون الصيني الإفريقي“، كان حجم التبادل التجاري بين الصين وإفريقيا 10 مليار دولار سنويا، ثم قفز إلى ما بين 200- 230 مليار دولار سنويا.

وبالتوازي مع تعزيز التعاون التجاري، تجتهد الصين في تعزيز التعاون العسكري؛ لحماية مصالحها في القارة ونفوذها أمام الانتشار العسكري المباشر وغير المباشر للولايات المتحدة ودول في أوروبا، وكذلك روسيا.

ويُرجع الباحث في الشؤون الصينية، مازن حسن، إقبال الصين على إفريقيا “لعملها أن هذه القارة هي بوابة لتحقيق التنمية المطلوبة؛ فهي أغنى قارة في المواد الخام والمعادن والأراضي الزراعية”.

ويعدد مظاهر اهتمام الصين بالقارة، وما نجم عن ذلك السنوات الأخيرة:

  • الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا بحجم استثمارات لم تستطيع أي دولة أخرى تحقيقه.
  • هذا كان يجب تأمينه بمباحثات عسكرية لتوفير الدعم اللازم لمئات الشركات العاملة في إفريقيا.
  • المؤتمر المنعقد حاليا والمستمر منذ فترة كبيرة رفع مستوى التنسيق، ووفر الدعم العسكري واللوجيستي لدول في إفريقيا لحماية مصالح الصين.
  • حدثت هنا تبادل منفعة بين الصين ودول القارة؛ فالأولى عززت القوة الأمنية لهذه الدول، والثانية حققت درجة عالية من تأمين مصالحها.
  • التعاون بين الصين وإفريقيا لم يصل أٌقصى مداه بعد، ومتوقع أن تكون مبادر “الحزام والطريق” (مشروع صيني لتولي مشروعات في النقل والبنية التحتية في عدة دول تمر في عدة قارات لتسريع وتأمين نقل التجارة) بداية ترابط وثيق لا يمكن فكه.
  • بعد انضمام مصر وإثيوبيا لمنظمة “بريكس”، بجانب جنوب إفريقيا، وهي دول ذات تعداد سكاني عالٍ، متوقع رفع حجم التبادل التجاري بشكل أكبر بكثير.

بوابة الكنوز

بالمثل، يعرض الباحث في العلاقات الدولية، جاسر مطر، الفوائد التي تسيل لعاب الصين في إفريقيا، ومنها:

  • إفريقيا في هذه الفترة تؤمن للصين العديد من الموارد الهامة، خاصة التي تدخل في صناعة الرقائق والذكاء الاصطناعي.
  • من دوافع الصين للسبق في هذه الصناعة، والحصول على المواد الخام اللازمة لها من إفريقيا، أنه في حرب السيطرة على التكنولوجيا، إذا تفوقت الولايات المتحدة على الصين؛ فستتخلف الأخيرة كثيرا، وستخضع للتحكمات الأميركية.
  • بجانب هذا الصين تعتمد على إفريقيا في تأمين النفط والغاز؛ فالقارة إذن بالنسبة للصين هي بوابة الكنوز.
  • حرص بكين على التعامل مع دول إفريقيا دون تعالٍ أو طلب تبعية، واعتمادها على تبادل المنفعة، أي سياسة أنا أوفر لك هذا وأنت توفر لي هذا، تسبب في بزوغ نجمها في القارة، مقابل تراجع الدور الأميركي والأوروبي.
  • لكن كل هذا جعل من إفريقيا أرض صراع، ووجب لحماية المصالح وجود تنسيق عسكري، والمؤتمر المنعقد الآن هدفه هو تعزيز التعاون والاتصال العسكري.

skynewsarabia.com