وبهذا يكون بوتين قد أكد تقارير سابقة لمدونين عسكريين، قالوا إن قوات “فاغنر” أسقطت طائرات للجيش الروسي خلال التمرد.
وسيطر مسلحو “فاغنر” السبت على مدينة روستوف جنوبي روسيا ومركز القيادة العسكرية التابع لها، الذي يوجه الهجوم العسكري على أوكرانيا، ثم قادوا قافلة مسلحة على بعد 200 كيلومتر من موسكو، قبل إجهاض تمردهم بناء على اتفاق.
وقال بوتين في أول خطاب عام له حول التمرد، إن “شجاعة وتضحية الطيارين الأبطال الذين سقطوا أنقذت روسيا من عواقب مأساوية مدمرة”.
ولم يصدر الكرملين إعلانا رسميا بشأن الطائرات التي قالت “فاغنر” إنها أسقطتها خلال مسيرتها نحو موسكو، كما لم ترد أي معلومات رسمية عن عدد الطيارين الذين لقوا حتفهم، أو عدد الطائرات التي سقطت.
وكانت بعض المنابر الإعلامية الروسية التي تراقب النشاط العسكري هناك، بما في ذلك مدونة “ريبار” التي تضم أكثر من مليون مشترك على “تلغرام”، أفادت السبت أن 13 طيارا روسيا قتلوا خلال التمرد الذي استمر طوال اليوم.
ولم يتسن لـ”رويترز” التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل، كما لم يتضح في أي ظروف أسقطت الطائرات وقتل الطيارون.
ومن جهة أخرى، أكد بوتين أنه أعطى أوامر بـ”تجنب إراقة الدماء بخلاف ما كان يرغب به الغرب وأوكرانيا لدى التمرد” على حد قوله، بينما أثنى على “وطنية” الروس.
وقال: “منذ بدء الأحداث، اتخذت إجراءات بناء على توجيهاتي المباشرة لتجنب إراقة كبيرة للدماء”، مشيرا إلى أن الغرب وأوكرانيا أرادا حدوث “اقتتال بين الأشقاء”.
وشكر الروس على “صمودهم ووحدتهم ووطنيتهم”، التي أظهرت أن “أي ابتزاز وأي محاولة لإثارة اضطرابات داخلية محكوم عليها بالفشل”، وفق تعبيره.
أما بالنسبة لمقاتلي “فاغنر”، فعرض عليهم توقيع عقد مع الجيش النظامي أو “العودة إلى عائلاتهم” أو “الذهاب إلى بيلاروسيا”، الدولة الحليفة التي يفترض أن يتوجه إليها بريغوجين، حسب اتفاق إنهاء التمرد.
واتهم بوتين مجددا رئيس “فاغنر” من دون أن يسميه، بأنه “خان بلده وشعبه وكذب على مقاتليه”.
لكنه تابع: “الغالبية العظمى من مقاتلي وقادة مجموعة فاغنر هم أيضا روس وطنيون مخلصون لشعبهم وللدولة. لقد أثبتوا ذلك من خلال شجاعتهم في ساحة المعركة”.