وقال بوتين، خلال زيارة لمركز “تولا” لتصنيع الأسلحة، إن العمليات الروسية في أوكرانيا تأتي في إطار جهد تاريخي لمواجهة ما أسماه “التأثير الزائد عن الحد للقوى الغربية على الشؤون العالمية”.
وأضاف “المهمة الرئيسية التي يجب أن تأتي على رأس أولويات مجمعنا الصناعي العسكري هي تزويد وحداتنا وقوات الخطوط الأمامية بكل ما يحتاجونه من أسلحة ومعدات وذخيرة وعتاد بالكميات اللازمة والجودة المناسبة في أقرب وقت ممكن”.
وأردف “من المهم أيضا تحسين الخصائص الفنية للأسلحة والمعدات التي يستخدمها مقاتلونا بشكل كبير بناء على الخبرة القتالية التي اكتسبناها”.
وتشير تقديرات عسكرية غربية إلى خسارة موسكو نصف الأراضي التي سيطرت عليها في أوكرانيا منذ بدء عملياتها العسكرية في فبراير الماضي.
أعلن الكرملين، اليوم الجمعة، إحراز “تقدم كبير” نحو “نزع سلاح” أوكرانيا، وهو أحد الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عندما أطلق العملية العسكرية على كييف قبل عشرة أشهر.
واستعرض المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف التقد مالعسكري الروسي عندما سئل خلال إحاطة صحفية عن تصريحات بوتين الذي قال الخميس، إن قدرات أوكرانيا الدفاعية قريبة من الصفر.
وردّ بيسكوف: “يمكن القول إن هناك تقدما كبيرا نحو نزع السلاح”.
وفيما يتعلق بتقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” عن استعداد كييف لطرح خطة سلام أوكرانية، قال بيسكوف إنه لاعلم لدى روسيا بهذه الخطة.
وأضاف أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتجاهل حتى الآن “حقائق” الوضع، في إشارة إلى إعلان روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية تسيطر عليها بشكل جزئي، وهي خطوة رفضتها كييف والغرب وأكدت أنها غير قانونية.
وتضررت القدرات الدفاعية لأوكرانيا، بشدة بسبب الضربات الصاروخية الروسية، إلا أن الغرب يمد أوكرانيا بأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات، كما تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع بإمدادها بنظام دفاع جوي أميركي من طراز “باتريوت” ووعد بمواصلة الدعم.
ووصف بوتين نظام باتريوت بأنه “قديم للغاية”، وقال إن روسيا ستتكيف معه.
شروط روسية
قال دبلوماسي روسي كبير، الجمعة، إن المحادثات بشأن الضمانات الأمنية لروسيا لا يمكن أن تتم في ظل بقاء مدربين من حلف شمال الأطلسي و “مرتزقة” في أوكرانيا، بينما تتواصل إمدادات الأسلحة الغربية إلى كييف.
وفي مقابلة مع وكالة تاس الروسية للأنباء، قال ألكسندر دارتشيف رئيس إدارة أميركا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية إن المحادثات ستكون سابقة لأوانها “إلى أن يتوقف تدفق الأسلحة والتمويل لنظام فولوديمير زيلينسكي، وينسحب الجنود المرتزقة والمدربون التابعون لأميركا وحلف شمال الأطلسي”.
وخلال الأسابيع الماضية أكد المسؤولون الروس بشكل متزايد على انفتاحهم على المحادثات بشأن أوكرانيا لكنهم استبعدوا أن يكون زيلينسكي مهتما بالتوصل إلى تسوية سلمية.
وفي تصريحاته، قال دارتشيف إن المحادثات يجب أن يسبقها “الاعتراف بالحقائق التي حددناها على الأرض”، في إشارة واضحة إلى سيطرة روسيا على أجزاء من شرق أوكرانيا وجنوبها.