وبعد انقشاع غبار الانتخابات الرئاسية بفوز إبراهيم رئيسي، توجهت الأنظار إلى من سيفوز بمنصب وزير الخارجية، ويحل محل الوزير ظريف الذي بدا أن علاقاته توترت مع المرشد والحرس الثوري، الذراع العسكري للمرشد، والمسؤول عن تنفيذ أجندة مشاريع إيران المليشياوية في الخارج، بعد أن اتهم ظريف الحرس بالتدخل في الشؤون الخارجية للبلاد دون اهتمام برأي الوزارة.
وسائل الإعلام الإيرانية تسابقت في طرح أسماء تحمل صفات خاصة، كون إيران حالياً تحتاج إلى شخصية تمتلك “قوة المناورة والحنكة” وهي تخوض المفاوضات في فيينا مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا) وألمانيا حول مستقبل برنامجها النووي والعقوبات الأميركية المفروضة عليها وأوجعت اقتصادها.
وظهر أن معظم الأسماء تنتمي لعائلات لها نفوذ قوي داخل أركان الدولة، وعلاقات مصاهرة مباشرة مع خامنئي ورؤساء ومسؤولين سابقين.
وكشف إبراهيم رئيسي، المحسوب على تيار خامنئي، عن لمحات حول المعايير التي سيختار وزير الخارجية على أساسها، حين قال قبيل الانتخابات، إن من يدخل الحكومة إذا فاز بالرئاسة سيصبح رمزا للحكومة الثورية.
عراقجي.. ثعلب المفاوضات
في بورصة الأسماء يتصدر اسم عباس عراقجي، البالغ من العمر 58عاما، كبير مفاوضي إيران في محادثات فيينا، وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة كينت البريطانية، وظهر كأبرز الدبلوماسيين في عهد الرئيس حسن روحاني، وعائلته من أصحاب النفوذ في دهاليز السياسة والاقتصاد، وتشتهر بصناعة وتجارة السجاد الإيراني.
ويتمتع عراقجي بثقة كبيرة من القيادة، وخبرة واسعة بملفات السياسة الخارجية، وبخاصة محادثات فينا للاتفاق النووي، وهو الملف الذي يشكل أهمية بالغة لطهران، لمعالجة الحالة الاقتصادية.
باقري.. نفوذ عائلي
المرشح الثاني لمنصب وزير الخارجية هو رئيس لجنة حقوق الإنسان ومساعد رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية، علي باقري كني، نجل المرجع الديني محمد باقري كني، العضو السابق في مجلس خبراء القيادة.
وكني، البالغ من العمر 53 عاما، عمل مساعدا لسعيد جليلي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، ومسؤولا عن المفاوضات حول الملف النووي في الفترة من 2007 حتى 2013، كما عمل كنائب لوزير الخارجية لشؤون أوروبا.
وترتبط عائلة كني بعلاقة مصاهرة مع عائلة خامنئي، فشقيقه مصباح الهدى باقر كني متزوج من هدى حسيني أصغر بنات خامنئي، وهو خريج كلية الاقتصاد ودرس في جامعة الإمام صادق.
خرازي.. خبرة واسعة
صهر آخر من أصهار خامنئي ضمن بورصة المرشحين لوزارة الخارجية، وهو محمد صادق خرازي، وبحسب تقرير لراديو “زمانه” المعارض، فإن خرازي (58 عاما)، له خبرة واسعة بالعلاقات مع المنطقة العربية، وعمل سفيرا لدى فرنسا، وشارك ضمن فريق بقيادة ظريف في المفاوضات النووية، والذي توصل لاتفاق نووي مع إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وخرازي نجل عضو مجلس الخبراء السابق المرجع الشيعي محسن الخرّازي، وابن شقيق وزير الخارجية الإيراني الأسبق كمال خرازي، وترتبط العائلة بعلاقة مصاهرة مع عائلة خامنئي، فشقيقته سوسن خرازاي هي زوجة مسعود الابن الثالث لخامنئي، كما ترتبط بعلاقة مصاهرة بعائلة الرئيس الأسبق محمد خاتمي، فصادق الخرازي نفسه متزوج ابنة شقيقه رضا خاتمي.
اللهيان.. مقرب من فيلق القدس
وضمن بورصة المرشحين لمنصب الخارجية حسين أمير عبد اللهيان (57 عاما)، وقربه من القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، يوضح طبيعة تفكيره.
ويشغل عبد اللهيان حاليا منصب المساعد الخاص لرئيس البرلمان في الشؤون الدولية منذ 2016، وفي السابق تولى منصب نائب وزير الخارجية لشؤون الخليج العربي، وهو على دراية وخبرة واسعة بالشأن العراقي والخليج العربي.
كذلك عمل نائبا لوزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، ولكن بعد خلافات مع محمد جواد ظريف، ترك الوزارة في 2016.
متكي.. خبرة وعراقيل
منوشهر متكي، (68 عاما)، مرشح أيضا للمنصب الهام، بحسب صحيفة “دنياي اقتصادي”، وهو صاحب الخبرة الدبلوماسية الأكبر كونه كان وزيرا للخارجية بالفعل، وذلك في عهد الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد الذي عزله سنة 2010 في قرار اعتبره متكي إهانة له.
جيل الشباب المؤمنين
وبجوار هذا الجيل المخضرم يثور احتمال صعود اسم من الجيل الجديد من المديرين الشباب في وزارة الخارجية ضمن المرشحين لتولي منصب وزيرها، ممن يسميهم خامنئي بـ”الشباب المؤمنين” و”الشباب الثوري”، بما يؤشر لإعداده قيادات من نوع ربما يكون أكثر تشددا من الجيل الحالي.
ويقول مدير مركز العراق للدراسات محمد صادق الهاشمي، لموقع سكاي نيوز عربية، إن عباس عراقجي الأقرب إلى تولي المنصب بين باقي المرشحين، خاصة أن المحافظين الذين ينتمي إليهم المرشد يريدون تسجيل المنجزات القادمة، في الملف النووي وغيره، باسمهم لا باسم الإصلاحيين.
وحول أهم ملفات وزير الخارجية القادم، يضع الهاشمي الملف النووي على رأسها باعتباره ملفا جوهريا في حركة الصراع مع أميركا، ومهم لأيديولوجية الثورة الإيرانية، إضافة إلى ملف تمدد إيران الخارجي بلعب دور أكبر في العالم، بعد الاطمئنان على فك القيود الاقتصادية التي تكبلها خلال مفاوضات فيينا، خاصة وأنه وفقا لتقديرات مراكز الدراسات الإيرانية فالباحث عن دور كبير في المستقبل يلزمه التحكم في الاقتصاد والطاقة والغاز والقوة العسكرية.