ومنذ يومها، تعتبر قاذفة بي-52 من العناصر الأساسية في الحروب الأميركية، وتمكنت من تثبيت مكانتها عبر الحرب الباردة وحرب العراق، ومن المقرر أن تستمر في الخدمة حتى منتصف القرن الحادي والعشرين.
البداية
تعود جذور القاذفة الأميركية من طراز بي-52 إلى الأربعينات من القرن الماضي، عندما بدأت الولايات المتحدة بالتفكير بقاذفة استراتيجية ثقيلة بعد الحرب العالمية الثانية، وفقا لموقع “ناشيونال إنترست”.
وسرعان ما قدمت شركة بوينغ، إلى جانب العديد من الشركات المنافسة، عروضا لسلاح الجو لتصميم الطائرة، ونجحت الشركة العملاقة بالحصول على عقد التصميم.
وبعد مفاوضات ونماذج مرفوضة عديدة، نجحت بوينغ بتصميم طائرة أخف وأسرع من التصميم الأولي، وبعد 6 سنوات، في عام 1952، بدأت النماذج الأولية في دخول مرحلة الإنتاج.
مزايا “مرعبة”
وتستطيع قاذفة بي-52 الطيران بحمولة تصل إلى 31500 كيلوغرام، وتمتلك مدى تشغيلي مذهل يزيد عن 14 ألف كيلومتر، بدون إعادة التزود بالوقود الجوي.
وتمثل قاذفة بي-52 “رعبا” حقيقيا لأعداء الولايات المتحدة، فهي مسلحة بشكل مذهل، ولديها قدرة على حمل الأسلحة النووية على رأس اثني عشر صاروخ كروز متقدم من نوع AGM-129، وعشرين صاروخ كروز من نوع AGM-86A.
كما تدعم القاذفة الضخمة قائمة شاملة من الأسلحة لتنفيذ مجموعة واسعة من المهام التقليدية: من بينها صواريخ AGM-84 Harpoon، وذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، وصواريخ AGM-142 Raptor و AGM-86C الجوية التقليدية، وصواريخ كروز (CALCM).
هناك خطط لتحديث قاذفات بي-52 بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، في رد من الجيش الأميركي على الخطوات الروسية الأخيرة في اختبار إطلاق صواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وبالإضافة إلى الأسلحة الجديدة، من المقرر أن يتلقى أسطول القوات الجوية المكون من 76 قاذفة بي-52 مجموعة كبيرة من إلكترونيات الطيران وتحديثات الاستهداف لإبقائها محدثة.
بدمج هيكل الطائرة المرن بشكل ملحوظ، مع نهج التصميم المعياري الجديد، ستكون القاذفة “الشاملة” من بين الطائرات الأميركية الأطول خدمة عبر التاريخ، عندما يتم الاستغناء عنها في نهاية المطاف في خمسينيات القرن الحالي.