وجاءت التصريحات الروسية غداة الحكم بالسجن تسع سنوات على نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غراينر، في قضية مثيرة للجدل تتعلق “بتهريب مخدرات”، حيث وصف الرئيس الأميركي جو بايدن إدانة البطلة الأولمبية بأنها “غير مقبولة”، واتهمت الولايات المتحدة موسكو باستغلال قضيتها لانتزاع تنازلات من واشنطن.

والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن أنها قدمت “عرضا مهما وجديا” لموسكو للإفراج عن غراينر وأميركي آخر معتقل في روسيا هو بول ويلان يقضي عقوبة بالسجن 16 عاما بتهمة التجسس، مقابل فيكتور بوت وهو تاجر أسلحة روسي شهير مسجون في الولايات المتحدة، لكن الخارجية الروسية ذكرت أنه لا يمكن مناقشة تبادل قبل صدور الحكم.

 

وتصر موسكو على رغبتها في الحفاظ على سرية المفاوضات وتعرب عن انزعاجها من تصريحات مسؤولين أميركيين، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة “إذا قرر الأميركيون مجددا الانخراط في دبلوماسية علنية والإدلاء بتصريحات صاخبة.. فهذا شأنهم وهذه مشكلتهم”، مضيفا أن واشنطن “غير قادرة” على التصرف بـ”شكل مهني وهادئ” في العديد من الملفات.

سر تعطيل الصفقة
وحول أسباب تعثر الصفقة، قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد، إن موسكو تميل نحو رفض تبادل الأسرى ما لم تحصل على روسيين اثنين مقابل الأميركيين اللذين تريد الولايات المتحدة الإفراج عنهما.

وأضاف بويفيلد لـ”سكاي نيوز عربية”، أن المناقشات بدأت منذ فترة طويلة وتوقفت لفترة خلال يونيو الماضي مع إحجام موسكو عن الموافقة على صفقة تعتبرها غير متكافئة. تريد موسكو الحصول على صفقة أفضل من الولايات المتحدة تشمل شخصًا روسيًا آخر على الأقل “مبادلة اثنين مقابل اثنين”.

 ولفت إلى أن الشخص الثاني الذي ترغب موسكو في إخلاء سبيله ليس داخل الولايات المتحدة، هي تأمل في الضغط للإفراج عن فاديم كراسيكوف، المسؤول السابق على صلة بوكالة التجسس المحلية الذي أدين بارتكاب جريمة قتل عام 2021 في ألمانيا، وهو ما قد يمكن أن يكون تكتيكا روسيا للمماطلة بهدف زيادة الضغوط على إدارة بايدن مع قرب الانتخابات، لافتا إلى أن البديل الثالث قد يكون فلاديسلاف كليوشين، الذي تم تسليمه من سويسرا إلى الولايات المتحدة في ديسمبر بتهم تجسس.

وأشار إلى أن “الطبيعة الحساسة للمناقشات تظهر مستوى عدم الثقة الذي ازداد بين الجانبين منذ بدء الحرب في أوكرانيا. لقد دعمت الولايات المتحدة بقوة الحكومة في كييف بالأسلحة والمساعدات المالية، ووصف الرئيس جو بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأنه “مجرم حرب” و “ديكتاتور قاتل”. في المقابل يتعرض بايدن لضغوط في الداخل لتأمين الإفراج عن غرينر على وجه الخصوص، ولكن لا يمكن أيضًا أن يُنظر إليه على أنه يفسح المجال لموسكو”.

 

وأوضح أن “قضية غرينير جذبت دعاية كبيرة في الولايات المتحدة، وإذا لم يتمكن بايدن من ترتيب صفقة لإطلاق سراحها، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أنه يخاطر بزيادة مشاكل الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر”.

واعتبر أن قضية تبادل السجناء تسببت في أول حديث بين رأسي الدبلوماسية في موسكو وواشنطن منذ حرب أوكرانيا، خطوة قد تساهم في تخفيف حدة الاحتقان والتوتر، وتمهد لإمكانية حدوث مفاوضات مباشرة حول كييف خاصة أن الطرفين هما المعنيين بإنهاء الأزمة أو استمرارها.

مستعدون بشرط
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة لكمبوديا الجمعة “نحن مستعدون لمناقشة هذا الموضوع، ولكن فقط في إطار القنوات الدبلوماسية التي اتفق عليها الرئيسان فلاديمير بوتين وجو بايدن”، فيما أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي أجرى محادثات الأسبوع الماضي مع لافروف حول تبادل سجناء إلى أن الولايات المتحدة “ستستمر” في مناقشة الأمر مع روسيا.

 وأوقفت غراينر فبراير الماضي في مطار موسكو وبحوزتها عبوات سجائر إلكترونية تحتوي على سائل من القنب الهندي. وأقرت بحيازتها هذه المادة مؤكدة أنها أتت بها إلى روسيا عن طريق الخطأ وأنها تستخدمها بطريقة شرعية في الولايات المتحدة لتخفيف الآلام.

 

فيما يلقب بوت الذي اعتقل في تايلاند عام 2008 ويقضي عقوبة بالسجن لمدة 25 عاماً في الولايات المتحدة، بـ “تاجر الموت”. كانت مسيرته غير العادية مصدر إلهام لفيلم “Lord of War” الذي أدى فيه الممثل نيكولاس كايج دور تاجر أسلحة.

skynewsarabia.com