في عام 2017، استمرت المفاوضات حوالي 6 أشهر، قبل أن يتحالف المحافظون والديمقراطيون الاشتراكيون. وبعد 4 سنوات، تم الكشف عن مشهد سياسي مجزأ بعد انتخابات الأحد 26 سبتمبر.
يرى رئيس المعهد الأوروبي للأمن والاستشراق، إيمانويل ديبوي، في نتائج هذه الانتخابات أن الألمان اختاروا الاستقرار وتغييرا يسير في نفس نهج الحكومة السابقة.
ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن نتائج الانتخابات لم تبتعد كثيرا عن توقعات استطلاعات الرأي ولا عن التشكيلة السابقة. إذ فاز الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة أولاف شولتز في الانتخابات الفيدرالية بنسبة 25.7 بالمئة من الأصوات متقدما على الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة أرمين لاشيت (24.1 بالمئة)، وبالتالي سيكونان معا الحكومة من جديد مع أحزاب أخرى”.
ويعتبر المحلل السياسي أن الخضر والليبراليين هم في موقع “صانعي الملوك”، لأن التحالف الذي سيقررون الدخول إليه، سيصنع المستشار المستقبلي لألمانيا. إذ فاز دعاة حماية البيئة بما يقرب من ست نقاط أكثر من عام 2017 والليبراليين أقل بقليل من نقطة واحدة إضافية، بهذه النتيجة أصبحوا في وضع قوي.
فما هي سيناريوهات التحالف الممكنة؟
ولا يستبعد رئيس المعهد الأوروبي للأمن والاستشراق طول مدة الرحلة بحثا عن تحالف يؤكد أنه سيحمل ألوان ثلاثة أحزاب ألمانية.
ويقول في هذا الشأن: “يمكن أن نعتبر أن التحالف الأقرب للواقع هو تحالف “كينيا” الذي يعكس ألوان علم البلاد. أحمر بالنسبة للحزب الديمقراطي الاجتماعي والأسود للحزب المسيحي الديمقراطي والأخضر للخضر، ما يحقق لهم الأغلبية الوسطية في البرلمان الألماني”.
ويضيف: “نتحدث كذلك عن تحالف “ألمانيا“، وفقًا للون الأحمر للاشتراكيين الديمقراطيين والأصفر لليبراليين واللون الأسود للمسيحيين الديمقراطيين”.
لكن كلاً من الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر رفضا خيار التحالف مع اليمين، وأكد كل من آنا بربوك وأولاف شولتز، زعيما الحزبين رغبتهما في حكومة تقدمية بدون المحافظين.
أما فيما يخص تحالف “إشارات المرور” الذي يستثني الاتحاد المسيحي الديمقراطي، ويجمع الحزب الديمقراطي الاجتماعي، والحزب الديمقراطي الحر والخضر فقط، فيقر ديبوي أنه “صعب التحقيق”.
وفي حال فشل هذا التحالف قد يقود إلى تحالف بقيادة لاشيت من الحزب المسيحي الديمقراطي مع الخضر والليبراليين، يطلق عليه الألمان تحالف جامايكا، نسبة لألوان علم هذا البلد. وهو أيضا بحسب ديبوي تحالف حظوظه قليلة بسبب الاختلاف الكبير الحاصل بين الخضر والليبيراليين حول مواضيع البيئة والميزانية.
في انتظار التحالف…ميركل لن تتقاعد
استغرق تشكيل حكومة عام 2017، حوالي 6 أشهر، لكن هذه المرة، أظهر المرشح الديمقراطي الاشتراكي، أولاف شولتز، مثل منافسه الديمقراطي المسيحي، أرمين لاشيت، رغبتهما في استكمال هذه العملية بحلول رأس السنة على أبعد تقدير.
وفي حال فشلت المفاوضات، لن تقلب صفحة أنجيلا ميركل، وستضطر إلى إلقاء خطابها السياسي في نهاية العام السابع عشر كمستشارة لألمانيا وستحضر كل الاجتماعات الدولية.
ووفقًا للقانون الأساسي الألماني، يجب أن يجتمع البرلمان الجديد في موعد لا يتجاوز 30 يومًا بعد الانتخابات الفيدرالية.
لذلك حدد مجلس الحكماء في البوندستاغ اجتماعه القادم في 26 أكتوبر. ولكن إذا لم يتم تشكيل ائتلاف بحلول ذلك الوقت، فستتولى أنغيلا ميركل منصب المستشارة بالوكالة.